[7] وقال # وقد انكسر عسكره بعجيب: [خفيف/22]
  ولدينا بحرٌ من الخيل سَاجٍ ... حرَّكَتْهُ الأعرَابُ فَانصَاعَ طَامِ(١)
  بَاعَ صَاعٌ دِيْنَ الِإلهِ فَأضْحَى ... ذَا خَسَارٍ عِندَ الأَنَامِ وَذَامِ(٢)
  فَوقَفنَا لَهُم صُدُورَ المَذَاكِيْ ... والعَوَالِي مِنهُم وَرَاءَ السِّهَامِ(٣)
  وَتَوَلَّت جُنُودُنَا عن كَمَالٍ ... عن يَمِينٍ ويَسْرَةٍ وأمَام
  وَفُؤادِي صَلبٌ وعَزمِي قَويٌّ ... ومَرامِي من فوقِ كُلّ مَرَام
  وَتَوَلَّى صَحبِي دِفَاعِي عن القَو ... مِ وسُوقُ السِّهَامِ فِي الجَوِّ حَامِي
  وَرِمَاحُ الأقوَامِ نَحوِي كأشْطَا ... نِ الرَّكايَا تَجُولُ بالأعلاَمِ(٤)
  فَرَأيتُ انحيَازَ مِثلِي عن القَو ... مِ حيَوةً للدِّين والإسلاَم
  ورَجائي فِي هَاشمٍ وذوي الدِّيْـ ... ـنِ من الشِّيعة الكُمَاة الكرام
  أن يُجَلُّوا سَوادَ وَجهِيْ بِيَومٍ ... فِيهِ هتكُ الأعَاجِمِ الأغتَامِ(٥)
  إن مِثلِي أهْلٌ ولَا فَخَر أن يَنـ ... ـصُرَهُ كُلُّ صَائِمٍ قوَّام
  سِيْرَةٌ بَرَّةٌ ودينٌ حنِيْفٌ ... وكتابُ الإلَهِ يَمشِي أمَامي
  وَجِهَادٌ لَا شَكَّ فِيْه لِذي مَعْـ ... ـرِفةٍ فِي شَرَائِعِ الإسلام
  أهلُ بِغيٍ دِماؤُهُم هَدَرٌ لِلسْـ ... ـسافكيها فِي غَيرِ وَقتِ الإمَام
  لِتمَادِي طُغيانِهِم ليسَ لِلدَّفْـ ... ـعِ ومَا طُرق حربِهِم بِمَعَامِي(٦)
  فَانهَضُوا للقَاءِ نَحوِي سِرَاعَاً ... فَهو طِبٌّ لِكلّ داءٍ عُقَام
  وَبَقِيتُمْ مَا لَاحَ للأُفْقِ نَجمٌ ... وعلَيكُم تَحِيَّتِي وسَلَامِي
(١) سجا سجواً: سكن ودام، ومنه الطرف والبحر الساجي. وانصاع: انفتل. وطم الشيء: كثر حتى علا وغلب.
(٢) صاع أراد بهم بني صاع ومن معهم من المشائخ الذين غدروا وانهزموا كما هو موضح في الحاشية السابقة، وهم فخذ من فخوذ همدان، محلة في عزلة عيال منصور ناحية نهم قضاء صنعاء.
(٣) المَذاكِي من الخَيْلِ: التي أتَى عليها بعدَ قُروحِها سَنَةٌ أو سَنَتَانِ، والعوالي: الرماح.
(٤) الأشطان جمع شَطَن محركة: وهي الحبل الطويل، أو عام لكل حبل. والركايا جمع ركية: وهي البئر، والأعلام جمع علم: وهي الراية أو ما يعقد على الرمح. وفي البيت تقديم وتأخير تقديره: ورماح الأعداء نحوي تجول بالأعلام كأشطان الركايا.
(٥) الأغتم: من لا يفصح شيئاً.
(٦) المعامي: أغفال الأرض التي لا عمارة فيها. والمراد: ليست طرق حربهم بصعبة ولست عنها بغافل.