[9] وله # من قصيدة إلى أبي الغارات النهمي ثم البارقي [في بيان إسناد مذهبه عن آبائه]: [رجز/13]
  وطُوِّلَت الأعنَاقُ من كل وجهَةٍ ... إليّ لأخلاقي وأهْلي ومَرحَبِي
  رُجُوعِي عن العليَا ونقلُ طَبَائِعِي ... كمَن يتشَهَّى لَحمَ عنْقَاءَ مُغْرِبِ(١)
[٩] وله # من قصيدة إلى أبي الغارات النهمي ثم البارقي [في بيان إسناد مذهبه عن آبائه]: [رجز/١٣]
  كَم بين قولي عن أبي عن جَدِّه ... وأبو أَبِي فهو النّبِي الهَادي
  وفتىً يقُوْلُ حكى لنا أشياخُنَا ... مَا ذلك الإسناد مِن إسنادِي
  مَا أحْسَن النّظرَ البَليغَ لمنصِفٍ ... في مقتضى الإصدارِ والإيْرَاد
  خُذْ مَا دَنا ودَع البعيدَ لشأنِهِ ... يُغْنِيْكَ دَانيه عن الإبعاد
  أو ليس جَدِّي حمزة نَعشَ الهُدى ... بحُسَامِه وبعزمِه الوقّادِ(٢)
  حَمِسَاً إلى أن ذاقَ كَأسَ حِمَامِهِ ... وَسْطَ العجَاجَة والخيُولُ غَوَادِي(٣)
  وَسَلِيلُهُ جَدِّي عَلَيٌّ ذُو العُلَى ... عَلَمُ العُلومِ وزَاهِدُ الزُّهَادِ(٤)
  لَم يَرتَدِعْ فِي حَربِهِ عَن عَامِرٍ ... عَن فُرطِ إبْراقٍ ولَا إِرْعَادِ(٥)
(١) والعَنْقاءُ المُغْرِبُ، بالضم، وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبَةٌ ومُغْرِبٍ، مُضافَةً: طائِرٌ مَعْروفُ الاسمِ لا الجِسْمِ، أو طائِرٌ عظيمٌ يُبْعِدُ في طَيَرانهِ، أو منَ الأَلْفاظِ الدَّالَّةِ على غيرِ مَعْنىً.
(٢) هو الأمير المحتسب الشهيد حمزة الملقب النفس الزكية بن الإمام الراضي أبي هاشم الحسن بن عبدالرحمن الفاضل بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم $، الجد الخامس من أجداد الإمام المنصور بالله #، شهد بفضله الموالف والمخالف، قام بالإحتساب في أيام الصليحي، وجاهد في سبيل الله حتى مضى شهيداً سنة (٤٥٩) ه، وقبره في بلاد أرحب في منطقة بيت الجالد، في قبة تسمى قبة الحمزي مشهور مزور.
(٣) حَمِس كفرح: اشتد وصلب في الدين والقتال.
(٤) هو السيد الإمام الأمير المحتسب علي العالم بن حمزة بن أبي هاشم، كان كاملاً فاضلاً عالماً ورعاً وحيداً في عصره، يومئ إليه بالقيام بأمر الإمامة، قام بالإحتساب وجاهد عامر الزواحي وحصرهم، ثم تنحى عنها لما عرف من سيرة أهل البلاد وقلة وفائهم، واعتزل متخلياً في ذيبين للعبادة، وتوفي سنة (٤٧٧) ه، وقبره في ذيبين مشهور مزور.
(٥) هو السلطان عامر بن سليمان بن عبد الله الزواحي الحميري، كان داعياً لمذهب الباطنية في أيام الملوك العبيديين الحاكم والظاهر وأول حكم المستنصر العبيدي، وكان كثير المال والجاه، فاستمال الرعاع والطغام إلى مذهبه، وكلما همّ الناس بقتله والفتك به دفعهم بالجميل وقال: أنا مسلم أشهد أن لا إله إلا الله، فيمسكون عنه، وهو المعلم والمربي لعلي بن محمد الصليحي، ودارت بينه وبين الأمير الشهيد حمزة بن أبي هاشم معارك منها معركة بوسان (المنوى)، وكان جيش حمزة ألف وخمسمائة فارس، وخمسة عشر ألف راجل، ووقف عنده تسعون شيخاً من همدان يجالدون عنه حتى هلكوا، وفي تلك المعركة كان استشهاد حمزة بن أبي هاشم، وأخذ بثأره الأمير المعيد لدين الله المحسن بن الحسن، وذلك أنه قصد عامر الزواحي فالتقوا بين ثلا وشبام فحمل السلطان عامر بن سليمان لعنه الله على الأمير المحسن فتطارد له الأمير المحسن ثم لقاه الرمح في هزيمته فوقع في نحره، فعطف عليه ولده منصور فرماه بعض الزيدية بسهم فقتله.