ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[12] وقال # في أيام فتح صنعاء: [طويل/40]

صفحة 85 - الجزء 1

  سِوَى نَفَرٍ شُمِّ الأنُوفِ غَطَارِفٍ ... رَأوا خَلطَهُم للنَّفسِ بالنَّفسِ أَكرَمَا⁣(⁣١)

  مَسَاعيْرَ مِن أبنا لُؤَيِّ بن غَالِبٍ ... يَجُرُّونَ للرَّوعِ الوَشيجَ المُقَوَّمَا⁣(⁣٢)

  فَلَمَّا قَرُبنَا الدَّربَ جَادَت سَمَاؤُهُ ... بِغَيثٍ رَأينَا مِنهُ فَذًّا وتَوأَمَا⁣(⁣٣)

  كَرِجلِ جَرَادٍ أَمَّ سَلْمَى غُمُورُهَا ... إلَى أن زَهَتْهُ رِيحُ نَجدٍ فَأتهَمَا⁣(⁣٤)

  فَعُدْنا فَأدّيْنَا فَرَائِضَ رَبِّنَا ... وَسِرتُ إلَيهِم حَاسِرَاً لَا مُلائمَا⁣(⁣٥)

  وَتَاللهِ مَا وَطَّنتُ نفسِي على الرَّدَى ... لِأذخُرَ مَالاً بل لِأرحَضَ مَأثَمَا

  وكنتُ أمرءاً أهَوَى الحُسَامَ مُثَلَّمَاً ... وأهوَى الرُّدَينِيَّ الأصَمَّ مُحَطَّمَا⁣(⁣٦)

  وَأكرَهُ كونَ الحُرِّ خَلفَ جُنُودِهِ ... وأرضَاهُ عِرنِينَاً لَهُم مُتَقَدِّمَا⁣(⁣٧)

  رَجَعنَا إلَى ذِكرِ الدُّخُولِ وَرُبَّمَا ... أتَى عَارِضٌ يَحكِي اللآلِي مُنظَمَّا

  فَجَاءَت أَزَالٌ جَمَّعَ اللهُ شَملَهَا ... وأسدَى إلَيهَا الصَّالِحَاتِ وأنعَمَا⁣(⁣٨)

  فَجَادُوا بِفَتحِ البَابِ وابتَهَجُوا بِنَا ... وَقَالُوا لَنَا أَهلاً وَسهَلاً وَمَغنَمَا

  وَقالُوا جِهَادُ الظَّالِمِينَ فَرِيضَةٌ ... فَقَد طَالَ مَا كُنَّا نِهَابَاً مُقَسَّمَا

  سَتَفدِيكَ أَموَالٌ عِظَامٌ وأنفُسٌ ... كِرَامٌ وإن أضحى ذَوُو الفِسقِ لُوَّمَا

  فَقُلنا لَهُم خَيرَاً ثَنَاءً عَلَيهِمُ ... لِكَونِهِمُ فيمَا رَجَونَاهُ سُلَّمَا

  وَخُضنَا إِلَى أُسْدِ العَرَينِ عَرِينَهَا ... بِصَبْرٍ حَسَوْنَا منه صَابَاً وعَلقَمَا

  ومَا هِي بِكرٌ خَوضُ مُهرِي إلَى العِدَى ... إذَا كَاعَ يَومَاً عَنهُ جُندِي وأحْجمَا⁣(⁣٩)


(١) غطارف، جمع غطريف: السيد الشريف السخي الكثير الخير، وقيل الفتى الجميل.

(٢) المسعر: الطويل العنق. والوشيج: الرماح.

(٣) الفذَّ: الفرد. والتوأم: الإثنين فصاعداً.

(٤) والرِّجْل: الطائفة من الشيء، أُنثى، وخص بعضهم به القطعة العظيمة من الجراد، وأمَّ: قصد، وسلمى: نبات، وغمورها: أي أكثرها ومعظمها، وزهته: أي حركته الريح.

(٥) الحاسر: الذي ليس عليه درع، والملائم لابس الدرع.

(٦) الرمح الرديني: منسوب إلى امرأة يقال لها ردينة.

(٧) العرنين: السيد الشريف.

(٨) آزال: اسم كان يطلق على مدينة صنعاء قديماً، والمراد أهل صنعاء.

(٩) يعني #: أنه يعتاد خوض المعارك بفرسه إذا أحجم القوم وكاعوا، وليس ذلك ببكر: أي بأول خوض فِي المعارك يقوم به.