ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[13] وقال # بصنعاء وقد امتنع قوم من بني الفتوح بالمشرق من الانقياد، فأوقع بهم جكو بن محمد وقعة عظيمة: [البسيط /26]

صفحة 86 - الجزء 1

  سَلِ الخَيلَ عَنِّي فِي عَجِيبٍ وَمشهَدِي ... وقَد صَارِ وِرْدُ الخَيلِ بِالرَّكضِ أَدْهَمَا

  أَلَم ألقَهَا مِلءَ الفِجَاجِ مُجَرَّدَاً ... عَنِ الجيشِ طَلقَاً ضَاحِكَاً مُتَبَسِّمَا

  وَفِي بَطنِ مِلحَانٍ ألم أَحْمِ حَاسِرَاً ... ذَوي الزّرَدِ المَوصُوفِ يَومَاً مُيَمِّمَا⁣(⁣١)

  وَكَم مَوقَفٍ يُلقَى بِهِ النَّدبُ سَاهِبَاً ... لَقِيتُ بِه الفِتيَانَ لَيثَاً غِشَمشَمَا⁣(⁣٢)

  فَقُلْ لِمُلُوكِ الأرضِ لَا تَطمَعُوا بِهَا ... مُراغَمَةً مَا لاَحَ بَرقٌ وَأنْجَمَا⁣(⁣٣)

  فَقَد طَالَ مَا نِلتُم حَرَامَاً حُطَامَهَا ... فَأحرَزْتُمُ ذَنبَاً بِذَاكَ وَمَأثَمَا

  فَمَن كَانَ يَبغِي الفَوزَ فَليَلتَزِم بِنَا ... فَعِصيَانُنَا قَد صَارَ حِجرَاً مُحَرَّمَا

[١٣] وقال # بصنعاء وقد امتنع قوم من بني الفتوح بالمشرق من الانقياد، فَأوقع بهم جكو بن محمد وقعةً عظيمة: [البسيط /٢٦]

  يَا لاَئِمِي فِي مَقَالِ الحَقِّ لَا تَلُمِ ... الحُكمُ للسَّيفِ لَيسَ الحُكمُ لِلقَلَم

  إِنِّي أَبِيتُ قَلِيلَ النَّومِ أَرَّقَنِي ... قَلبٌ تَقَلَّبَ من هَمٍّ إلى هِمَم

  لَيسَ الفَتَى مَن يَنَامُ اللَّيلَ مُنهَمِكَاً ... يُفَرِّحُ النَّفسَ بِالطَّارِي مِن الحُلُم

  لَكِن فَتَى النَّاسِ مَن أَمسَى وَهِمَّتُهُ ... فِي مِنبَرِ المُلكِ لَا فِي الشَّاءَ وَالنَّعَم

  إِنِّي هَزَزتُ حُسَامَاً صَارِمَاً ذَكَرَاً ... يَفُلُّ فِي الرَّوعِ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ⁣(⁣٤)

  صَمْصَامَةً ذَكَرَاً تَمضِي مَضَارِبُهُ ... لَا يَسأمُ الحربَ إنَّ العَجزَ فِي السَّأَم

  بَحرٌ مَتَى يَرضَ يَملَا الأرضَ نَافِلَةً ... وإن تَغَطمَطَ غَطَّى وَجهَهَا بِدَمِ⁣(⁣٥)

  فِي عُصبَةٍ وَهَبُوا للهِ أنفُسَهُم ... غَطَارِفٍ من حُمَاةِ العُربِ والعَجَم


(١) ملحان: ناحية من نواحي المحويت، وهو جبل عظيم مطل على المهجم من ناحية تهامة، وفي كتاب الدر المنثور في فضائل الإمام المنصور بدل ملحان (هران)، ولعلهما اسمان لهذه الوقعة المشهورة، قال في الدر المنثور: وهو واد طويل فلزم لهم البدو وهم رماة، فانهزم أصحابه عنه، فلزم في أعقابهم وهو يحمل على العدو ويطلع فرسه في عرض الجبل، ويتعمدوه بالرمي لما شغلهم عن أصحابه، فما أصابه شيء من ذلك ولا أصاب فرسه، وكان حاسراً عن رأسه لا عُدة عليه، ولما لم يتمكن من لبس الدرع قال: اللهم لا درع إلا سترك، ولا لخفاف إلا نصرك، فستر الله عليه وحمى أصحابه.

(٢) الندب: الخفيف في الحاجة، الظريف النجيب، وساهباً: أي متغير اللون من الفزع والخوف. والفتيان جمع الفتى: وهو الشاب، والغشمشم: الذي يركب رأسه ولا يثنيه عن مراده شيء.

(٣) أنجَمَ: ظهر وطلع.

(٤) الصارم: السيف القاطع. والذكر: السيف الحديد من الحِدَّة. والخذم: السيف القاطع أيضاً.

(٥) المراد بالبحر في البيت: الرجل الكريم، والنافلة: العطية والهبة، الغطمطة: اضطراب موج البحر، وهو كناية عن الغضب.