ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[13] وقال # بصنعاء وقد امتنع قوم من بني الفتوح بالمشرق من الانقياد، فأوقع بهم جكو بن محمد وقعة عظيمة: [البسيط /26]

صفحة 87 - الجزء 1

  مَا أنسَ لَا أنسَ فِي صنعَا مَوَاقِفَهُم ... والجَيشُ كالبَحرِ حَامِي الظَّهرِ مُلتَطِم

  يَقُودُهُم مَاجِدٌ حُلُوٌ شَمَائِلُهُ ... عَلْيَاهُ أشهرُ من نَارٍ علَى عَلم

  أَبُو المُظَفَّرِ أَعلَى النَّاسِ مَرتِبَةً ... وأضرَبُ النَّاسِ يَومَ الرَّوعِ لِلْبُهَمِ⁣(⁣١)

  ينحطُّ من عَلَمٍ ماضٍ ومن طَبَقٍ ... باقٍ ومن ظهرِ صِندِيدٍ إلى رَحِمِ⁣(⁣٢)

  سِرٌ لآلِ رَسُولِ اللهِ مُنكَتِمٌ ... فِي سَالِفِ الدَّهرِ والمَاضِي من الأُمَم

  حَتَّى بَدَى غُرَّةً لِلدَّهر شَادِخَةً ... بَيضَاءَ خَالِصَةً من شَائِبِ القَتَمِ⁣(⁣٣)

  سَائِل بِيومِ زَبَارٍ والفَتَى قُصُدٌ ... والحربُ أقوَمُ من سَاقٍ على قَدَمِ⁣(⁣٤)

  إذْ خَانَ يَحيَى الفُتُوحِيُّ العُقُودَ وَلَم ... يَخشَ العِقَابَ من الجَبَّارِ ذِي النِّقَم

  فَكَفَّ مِنهُم عَفَافَاً كَفَّ مُقتَدِرٍ ... وصَالَ فِيهِم عِقَابَاً صَوْلَ مُنتَقِم

  قُل لِي لِسَيفِ الهُدَى إن كُنتَ لاَقِيَهُ ... يَا هَازِمَ الجَحفَلِ الجَرَّارِ ذِي العَلَم

  إِنِّي أَقُولُ وَخيرُ القوَلِ أصدَقُهُ ... والقَولُ يَبقَى وإن أَفنَى البِلَى رِمَمِي

  إِنِّي أُحِبُّكُمُ للهِ فَاعتَقِدُوا ... حُبِّي وحَقِّ إلَهِ الحِلِّ والحَرَم

  مَن مَتَّ منَّا بِحَبلٍ نَالَ بُغيَتَهُ ... ومَن تَعَدَّى انثَنَى بِالخِزِي والنَّدَمِ⁣(⁣٥)

  إِذَا المُصَلِّي تَوَلَّى غَيرَ ذَاكِرِنَا ... كَانَ الوُجُودُ لَهَا فِي الصُّحْفِ كالعَدَم


(١) يعني أخاه عماد الدين أبا المظفر، يحيى بن حمزة بن سليمان، أحد قواده المشهورين بالشجاعة والنجدة والفروسية والبطولة، وكان من أهل الثقة عند الإمام #، له المقامات المشهورة والمواقف المشكورة فِي الجهاد بين يدي الإمام #، ولاه المنصور بالله # ظاهر بني صريم، ثم إلى الظفير وما يتصل به من جهة بلاد حمير ونواحيها إلى بكر، إلى مساقط حراز، وبقيت هذه البلاد في يده إلى أن توفي المنصور بالله #، وتوفي الأمير عماد الدين سنة (٦٣٦) ه، وقبره في كحلان عفار، في الجامع الكبير، مشهور مزور، رحمة الله عليه.

والبهم: جمع بهمة بالضم، وهو الشجاع، وقيل: الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدة بأسه، قال فِي التهذيب: لا يدري مقاتله من أين يدخل عليه، وقيل هم جماعة الفرسان، أو المراد به الجيش.

(٢) هذا البيت زيادة من الحدائق الوردية، والعَلَم في البيت هو سيد القوم، والطبق المراد به المرأة العاقلة.

(٣) القتمة: سواد ليس بالشديد.

(٤) زبار: قرية من خولان الطيال (العالية) بجوار مدينة جحانة، ولَمْ أعثر فِي السيرة المنصورية على شيء من أخبار هذه الوقعة، ولعلها فِي الجزأين المفقودين من السيرة.

(٥) مت: بمعنى وصل، أي من وصل حبله بحبلنا فِي الإتباع والموالاة نال بغيته وطلبته في الدنيا والآخرة.