[15] وقال # يذكر أيامه بالجوف ويشكر أهله: [الطويل/42]
  فَلَا تَجزَعَا إن كَانَ للحربِ جَوْلةٌ ... فليس بأيدِي الحاَدِثَاتِ زِمَامِي
  تَحَمَّلتُ أعباءَ الحَوادثِ يَافِعَاً ... فَأكرِم بِحَمَّالِ الخطُوُب ِغُلَام
  أَبِي فَارسُ الإسلامِ غَيرُ مُدَافَعٍ ... عَليٌّ إمَامُ الحقِّ خيرُ إمَام
  أشدُّ قُريشٍ فِي الهِيَاجِ شَكيمَةً ... وأقدمُهُم فِي يوم كُلِّ صِدَام
  فَمِن أين يَعرُونِي اضطرِابٌ إذا القَنَا ... سَمَت بِنُجوُمٍ فِي سَمَاءِ قُتَام
  فَيَا رَاكِبَاً إمَّا عَرضْتَ فَبَلِّغَنْ ... بَنِي هَاشِمٍ قَومِي الغَدَاةَ نِظَامِي
  وأبناءَ قحطانٍ وعدنانَ عن يَدٍ ... وكلَّ كريم الوَالِدَينِ مُحَامِي
  وقُل لَهُمُ مَا عُذْرُكم عند رَبِّكم ... إذا قادَكُم بارَيكُمُ بِخُطَام
  وقلتُ له يَا ربِّ لَمْ ينصروا الهُدى ... وقد ذُدتُ عن أديانِهِم بِحُسَامِي
  ألَا رُبَّ مفتونٍ بعَاجِلِ نِقمَةٍ ... عَمٍ عن طريقِ الحَقِّ أو مُتَعَامِي
  وكم بَاسِطٍ للعهدِ كَفَاً كَأنَّهُ ... لِغفلَتِهِ قد مَدَّهَا لِسَلاَم
  هو العهدُ والميثاقُ فَالتَزِمُوا بِهِ ... أَأنتم نِيامٌ أَمْ شَبِيهُ نِيَام
  تُهَنُّونَنِي بالفَتْح عندَ قُدُمِهِ ... وتَنأَونَ عَنِّي والنُّحُورُ دَوَامِي
  أَهَذَا من الإنصَافِ مَا نفعُ حَامِلٍ ... إذَا وضَعَتْ حَملاً لِغيرِ تَمَام
  فَقُل لِي لِنِهْمٍ حَيثُ قَرَّ قَرَارُهَا ... وفُرسَانِ هَذَا الحَيِّ حَيِّ دَعَام
  أَتَانِي والأنبَاءُ تُنمِي على النَّوَى ... فِعَالٌ لَكُم مِسْكٌ بِغَيرِ خِتَام
  سَمَوتُم لِنَجْرانٍ وَكُنتُم سَمَادِعَاً ... كِرَامَاً وأهلُ الغدر غَيرُ كِرَامِ(١)
  فَأدركتُمُ ثَأراً لِآلِ مُحَمَّدٍ ... وأُبْتُم عَلَى َرغمِ العِدَى بِسَلاَم
  سَقَاكُم مُلِيثُ القَطَر من كُلِّ حَالِكٍ ... حَيِيٍّ بَطِيءِ السِّيرِ غَير جُهَامِ(٢)
  وَرُعيَاً لِأيَّامٍ لَنَا بِبَرَاقِشٍ ... لَدَى قَومِنَا السَّادَاتِ صَفوةِ سَام
  غَدَاةَ نَجُرُّ السُّمرَ لَا اللهوُ شَأنَنَا ... ومَا اللّهو فِي جَرِّ القَنَا بِحَرَام
(١) السَّمَيْذَع: بفتح السين والميم بعدها مثناة تحتية ومعجمة مفتوحة ولا تضم السين فإنه خطأ: السيد الكريم الشريف السخي الموطأ الأكناف. فِي حاشية القاموس: ظاهر كلام الجوهري وابن سيدة والصاغاني إهمال الدال بل صرح بعضهم بأن إعجام ذاله خطأ.
(٢) فِي (ع) و (ب) ملث. اللث والالثاث واللثلثة: الالحاح والإقامة ودوام المطر، واللث: الندى. والحلك بالتحريك: شدة السواد. والجهام السحاب لا ماء فيها، أو قد هراق ماءه، وقد أجهمت السماء. والحياء: الخصب والمطر ويمد.