[17] وقال # في غزاة سراقة سنة (597) ه، سبع وتسعين وخمسمائة: [الطويل/36]
  والعُرب حائمةٌ حولي ومَا وقَعَت ... حتّى رَفَعْتُ مَنار المجد لِلسّاري
  فإن هلكتُ فلا خَدِشَاً ولا شَلِلاَ ... ولا أبيح لحِبٍّ حَلق أشعاري
  بل ذكر أيَّام صِدْقٍ كلها غُرَرٌ ... بخفض صوتٍ وتلطيفٍ وأسرَار
[١٧] وقال # فِي غزاة سراقة(١) سنة (٥٩٧) ه، سبع وتسعين وخمسمائة: [الطويل/٣٦]
  مغَارٌ بَعِيدٌ والمَرَامُ بَعِيدُ ... ونزعٌ عَلَى نَائِي المَزَارِ شَدِيدُ
  وَمُنتَصِرٌ لله جَرَّدَ عَزمَهُ ... فَرِيعَ لَهَا شَيخٌ وشَابَ وَلِيدُ
  تَبَارَى سِرَاعَاً من شِعَابِ تَهَامَةٍ ... إِلَى الجَوفِ تُبدِي جَريَهَا وتُعِيْدُ
  ومن حَيثُ جَاءَت شَاهَدَ البحرَ فِتيَةٌ ... وها هِي حَولِي فِي النَّدِيِّ قعُودُ(٢)
  فَمَرَّت مُرورَ الطّيرِ وهي عَوَابِسٌ ... عليهَا حُمَاةٌ فِي المَقَامَةِ صِيْدُ
  فَإن تنجُ منها يا ابنَ بدرٍ فَإنَّهَا ... تُعِيظُكَ والأيامُ نَحوَكَ سُودُ
  عَفونَا فكافَأتُم بألأَمِ خُطَّةٍ ... وهل بعد مَا قدمت فيكَ مزِيدُ
  عَدَوتم على صِهرِي و ضَيفِي وصَاحِبِي ... كأنِّي غَرِيبٌ فِي البلاد وَحِيْدُ
  ولو شئتُ ضَاق الجَوفُ بين جِبَالِهِ ... بِجَيشٍ له آديَّةٌ ومَديْدُ(٣)
  وصَغَّرتُمُ أمراً عظيمَاً تَزَلزَلَت ... له عَدَنٌ مرعَوبةً وزَبِيْدُ
  ودونهمَا مَلكٌ عَظِيمٌ حِجَابُهُ ... ومَالٌ عريضٌ واسِعٌ وجنُوْدُ
  وفِتيان صِدْق كلمَا حَمُسَ الوَغَى ... تَبَارَت أسُودٌ منهم وأسُودُ
  فَكَيفَ بِرُعيَانِ المَخَاضِ تَروعُنَا ... وتَرعَى حِمَانَا ضَحْوَةً وتزِيْدُ
  وأعجَبَك الجَيشُ اللُّهَامُ وَهزمُهُ ... بِرحْبَانَ لَمْ تَشهَد عَلَيكَ شُهُودُ
  أَحربُ بَنِي بِنتِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... وحيْدرَ حيسٌ باردٌ وثرِيْدُ
  ألسنَا نُزِيلُ المَلْكَ وهو مشيّعٌ ... تُزَفُّ عليه فِي المقام بنُودُ
  وَلو لَمْ يَصِلكَ المنذرُون لأصْبَحَت ... جنودُكَ منهم قائمٌ وحصيْدُ
(١) سراقة: من بلاد مراد أسفل الجوف.
(٢) الندي: المكان الذي في الإجتماع.
(٣) الآدية: العدة والأهبة، والمديد: ما يُخْلَطُ به سَوِيقٌ أَو سِمْسمٌ أَو دقيق أَو شعير جَشٌّ؛ قال ابن الأَعرابي: هو الذي ليس بحارٍّ ثم يُسقاه البعير والدابة أَو يُضْفَرُه، وقيل: المَدِيدُ العَلَفُ، والمراد أن الجيش كامل العتاد والعدة.