ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[17] وقال # في غزاة سراقة سنة (597) ه، سبع وتسعين وخمسمائة: [الطويل/36]

صفحة 94 - الجزء 1

  وَلاَخْتَضَبَتْ بيضُ الوجُوهِ بِعظلَمٍ ... وشُقّت جُيُوبٌ جهرةً وخُدُودُ⁣(⁣١)

  أشيخَي بَنِي قحطانَ شَيبَاً وَهَيبَةً ... أليسَ عُقُولٌ للشيُوخِ تذُوْدُ

  أًغَدراً ونكثاً للعُهُود وهزمَةً ... جِهَارَاً عليهَا سَائِقٌ وَشَهِيدُ

  وَمَا كان لو عَلقتُمَاهَا عَلَيكُمَا ... وفَلَّ حَدِيدَاً فِي العَجَاجِ حَدِيدُ

  وظَلَّت لَهَا حُورُ العُيُونِ شَوَاهِدَاً ... فيَهلَك سعدٌ دُونَهَا وَسَعِيدُ

  أعُوذُ بِرَبِّي أن أَغِشَّ أَصَبْتُمُ ... قَتَيلٌ عَظِيمٌ دُونَ ذَاكَ رَشِيدُ

  فَقُل لِي لِجَحَّافٍ وإن بَعُدَ المَدَى ... مَقَامُكَ مَحمُودٌ وأنتَ حَمِيْدُ⁣(⁣٢)

  وَقُل لِشَبِيْبٍ عندَ ذَاكَ وفَيْصَلٍ ... وبَدرٍ وقولِي صَائِبٌ وسَدِيدُ⁣(⁣٣)

  حَفظتُم وِدَادِي فَاقتَنُوهُ ذَخِيرَةً ... فكُلُّكُمُ عند الغَدَاة وَدُودُ

  وقل لِي لعِزَّانٍ ورَاشِدَ خُنتُمَا الـ ... عهُود وأيمانٌ تَلَت وعقُودُ⁣(⁣٤)

  ولمَّا التوى جيشُ المراشي فَخَرتُمُ ... وشُدَّت قُيُودٌ فيهم وقُدُوْدُ

  سُرِرتُم وأيّام السُّرور قَلِيلَةٌ ... لِمَن رامَ حَرْبِي فَابتَدُوا وأعيدُوا

  دَعُوا فَلِحَابُ الجَوف قَد حَالَ دُونَهَا ... ضِرَابٌ كأشدَاقِ المَخَاضِ عَتِيدُ⁣(⁣٥)

  فإن تُبتُمُ فَالتَّوبُ يُقبَلُ مِنْكُمُ ... و إِلَا فَزِيدُوا مَرّةً وأزِيْدُ

  فَإن لَمْ أقُدْهَا لاَحِقَاتٌ بُطُونُهَا ... حِذَاهَا حَدِيدٌ والرِّجَالُ حَدِيدُ


(١) العِظْلِم: كزِبْرِج الليل المظلم.

(٢) هو السلطان جحاف بن الربيع الدعامي الأرحبي، من خلص أصحاب الإمام المنصور بالله وأتباعه، له مواقف كريمة في الثبات على بيعة الإمام #، ذكرها في السيرة المنصورية.

(٣) هو شبيب بن هشام، وفيصل بن يحيى وبدر بن عامر وهم من شيوخ وقادات أهل الجوف، وتشير السيرة المنصورية إلى أنهم تارة يميلون مع الغز وأخرى مع الإمام بحسب السيطرة، ولم أتمكن من معرفة ما آل إليه حال هؤلاء، إلا أن الظاهر أن موالاتهم للغز كانت من باب التقية، خوفاً على أنفسهم وأبنائهم وممتلكاتهم وعشائرهم، واستجلاباً لعطايا الغز، والله أعلم.

(٤) عزان لعله عزان بن فليتة، من كبار أهل الجوف، ولكن السيرة المنصورية تذكره بالولاء للإمام #، فلعل هذا كان قبل ما في السيرة لعدم وجود الجزء الأول والأخير من السيرة.

وراشد هو: راشد بن مظفر بن الهرش السنحاني، كان بيده بلاد كثيرة وحصون عديدة، وكان موالياً للغز، أرسله وردسار قائداً لحرب الإمام في عدة معارك.

(٥) دعوا: أي اتركوا الخلاف والشقاق والنكث. واللحاب جمع لاحب: وهي الطريق الواضح، والمراد: أن بلاد الجوف وطرقها وفجاجها قد حال دونها ما ذكره.