ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[18] وقال # في غزوة المحالب: [الطويل/37]

صفحة 95 - الجزء 1

  إِلَى أن تَبُلَّ العيرُ ثَوبَ جُلُودِهَا ... وتَبْتَلَّ منها بالحَمِيمِ لُبُودُ

  وَتعصِفَ عَصْفَ الرِّيحِ وَسْطَ دِيَارِكُم ... وتُنسَى بِهَا عادُ الأولَى وَثَمُودُ

  وتُشْرَى بِدِينَارٍ فَربعٍ سَوَامُكم ... وبالتَّافِهِ المُزجَى يُبَاعُ قَعُودُ

  فَلَا ذَعَرت خَيلِي السّوامَ مُغِيرَة ... مع الصُّبح شُعثَاً واللئامُ هُجُودُ

[١٨] وقال # فِي غزوة المحَالب⁣(⁣١): [الطويل/٣٧]

  دَعَا ذِكرَ أيّامِ الصَّبَا والمَلاَعِبِ ... ورَبعَ الغَوَانِي والدّمُوعَ السَّوَاكِب

  وَرَكْبٍ سَرَوا وَالرِّيحُ تَجذُبُ عَنهُمُ ... حَوَاشِي البُرُودِي أو فُضُولَ العَصَائِب

  وَحَيّيْ حِلاَلٍ بَينَ سِليَامَ والقُرَى ... فَأعرَاضُ حَامٍ فَالرُّبَا والسَّبَاسِب

  وَكُن ذَاكِرَاً إن كُنتَ لَا بُدَّ ذَاكِرَاً ... مَغَارِيَ مَا بين الحِصَمِّ ومَأرِب

  ومُنتَصِرَاً للدِّينِ جرَّدَ عَزمَةً ... أَشَدَّ مَضَاءً من رِقَاقِ المَضَارِب

  عَلَى الجُردِ مِن آلِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ ... خِمَاصِ البُطُونِ خَافِيَاتِ المَنَاكِب

  بَدَت وهي أمثالُ العِشَارِ بَوَادِنٌ ... وآبَت كأمثالِ القِدَاحِ الشَّوَازِب

  تؤُمُّ مِن الجَوفَيْن حيّاً مُخَيَّمَاً ... كَثيرَ جِيادِ الخيل حَالَ المذَاهِب

  فَلَولَا جِبَايَاتُ الثِّقَاتِ لأصبَحَت ... جُثَاهُم غُثَاءً بَينَ تلك الجَبَائِب

  فَحَطَّت عَلَى ثَانِي سُرَاقَةَ بَرْكَهَا ... بِعَزمٍ ورَأيٍ فِي المُهِمَّاتِ صَائِب

  فَيَا لَكَ يَومَاً مَا أشدَّ على العِدَى ... وأحْسَنَ فِي عين الولِيِّ المُصَاحب

  غَدَوْا بين مجموعٍ بِقَيدٍ مُكَبَّلٍ ... ومفترقٍ بالمرُهِفَات القَواضِب

  وَلاَح لَهَا برقٌ شَرَى بتهَامَةٍ ... عِشَاءً كَمثلِ السَّيفِ فِي كَفِّ لاَعِب

  فَطَارَت إليه مِن هِيَاجِ سُرَاقَةٍ ... لترَعى عوَافِي نَبتِهِ فِي المحَالبِ⁣(⁣٢)

  فَهَل بَعدَ سَبعٍ لَيلِهَا ونَهَارِهَا ... مَرامٌ لِغَازٍ أو مُرادٌ لِطَالِب

  فَمَا شَعَرُوا حتَّى رأوهَا مُغِيرَةً ... سَوامَ الهوَادِي مُشرفَاتِ الحَوَاجِب

  تَجِيشُ بفتيَانِ الحُرُوبِ يَقُودُهُم ... إلَى الرَّوعِ مَرهوبُ اللِّقَا غَيرَ هَائِب

  فَرَفّعَ عنهم سَيْفَه حِلمُ نَفسِه ... ولو شاءَ كان الموتُ ضربَةَ لاَزِب


(١) المحالب: بلدة قديمة خربة جنوبي وادي مور، على مقربة من سوق بجيلة، تقع ما بين المهجم والذنائب.

(٢) العوف: نبات طيب الرائجة.