[19] وقال # ارتجالا وقد أتاه الخبر بأخذ بلاد نجران: [المديد/38]
  فَالرّوضِ من تلبُسَ فَالحَزْمِ فَالسْـ ... ـسِلانِ مَا بين الدُّمى والوِهادْ(١)
  منازلاً كُنا عَهِدْنا بها ... كلَّ عظيمِ النّار جمَّ الرَّمادْ(٢)
  وإنمَا أذكُرُ فضفَاضةً ... قِتْيَرُها مثلُ عُيونِ الجرَادْ(٣)
  وبيضةً شمّاءَ دَاوِيَّةً ... وصَارمَاً أبيضَ من عَصْرِ عادْ(٤)
  وأجرداً أعيطَ عَبلَ الشِّوَى ... حَاني القُصَيْرَى جُرْشُعَاً كالمَصَادْ(٥)
  وأسمراً مثلَ شُجَاعِ الغَضَى ... لَدْنٌ له سُرْعَتُهُ فِي الفؤادْ(٦)
  أقْضِي به الحاجَاتِ إن الفتى ... رَهنٌ لأسباب الرّدى والنَّفَادْ
  أبِي الذي سَنّ القِرى لِلورى ... من دون قارٍ فِي البَريا وَسَادْ(٧)
  وأحْمدٌ جدّي أكرمْ بِهِ ... وحَيْدرُ الصَّابِرُ يومَ الجِلَادْ
  مَنَاسِبٌ مَا بعدها لامرءٍ ... ذي إِرْبَةٍ فِي نسَبٍ مُستَزَادْ
  والحَسَنُ الحاكي نَبِيَّ الهدى ... في خلقِهِ والسُّؤدَدِ المُستفَادْ
  فهل صُعَيْبٌ عَالمٌ كُنْهَ مَنْ ... حَارَبَ أَمْ جَنّبَ طُرْقَ الرَّشَادْ(٨)
(١) هذه المناطق التي يذكرها الإمام # من مناطق الجوف الأثرية الحميرية فمنها ما دثر وعفى، ومنها مالم تزل آثاره باقية: ومجزر: قرية فِي الجوف من بلاد نهم، وبها أشراف مجزر من ولد الإمام القاسم بن علي العياني، والحنو: المنعرج من الأرض الملتوي، والدُّمى جمع دمية: وهي الصور المنقوشة في الأحجار، والوهاد: جمع وهدة، وهي الأرض المنخفضة.
(٢) كناية عن الكرم والجود.
(٣) درع فضفاضة: أي واسعة. والقتير: رؤوس مسامير الدرع.
(٤) البيضة: ما يضعه المحارب على رأسه من الحديد للوقاية، والشماء المرتفعة، والداوية: الثابتة في مكانها.
(٥) فرس أجرد: قصير الشعر رقيقه، والأعيط: الطويل الرأس والعنق، والأمي: الممتنع، والعبل: الضخم فِي كل شيء.
والشِّوى: اليدان والرجلان والأطراف وقحف الرأس ومَا كان غير مقتل.
القُصَيْرِي: مقصورة أسفل الأضلاع أو آخر ضلع فِي الجنب وأصل العنق.
والحاني: إسم فاعل من الحِنو والحِنو بالكسر والفتح كل مَا فيه اعوجاج من البدل كعظم الحَجَاج واللحي والضلع والحنى.
الجُرْشُع كقُنْفُذ: العظيم من الإبل والخيل، أو العظيم الصدر، والمَصاد: كسحاب: اسم جبل، ويطلق على أعلى الجبل.
(٦) الأسمر: الرمح، والشُّجاع - بالضم والكسر -: الحية الذكر، وقيل: الخبيث المارد من الحيات، والغضى: شجر معروف، واللدن: اللين، شبه الرمح في لينه وسرعته بالحية التي تؤثر في من تلدغ.
(٧) يريد بأبيه: إبراهيم الخليل # فانه أول من أكرم الضيف كما حكى الله تعالى في قوله: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦}.
(٨) هو صعيب بن منصور اليامي وكان أصل الخلاف فِي نجران بسببه وعلى يديه، السيرة المنصورية (٢/ ٧٨٩).