[19] وقال # ارتجالا وقد أتاه الخبر بأخذ بلاد نجران: [المديد/38]
  يا صَعبُ حَمْداً للّذي صَيّرَ الصـ ... ـعْبَ على الحالاتِ طوعَ القِيَادْ(١)
  لَمَّا طردناه كَبَى جَاثِياً ... والصّعبُ لا يَدْفَعُ شَأوَ الجَوَادْ(٢)
  لم يَعلم الصّعبُ بأني امرؤٌ ... إذا بَدَى فِي حربِ قومٍ أعَادْ
  سَائِلْ بِنَا التركَ وألفَافَها ... والكُردَ أحلاسَ متونِ الجيَادْ(٣)
  أيّام صنعاءَ ومَا بعدَهَا ... مِن وقعة تشبه خرط القَتادْ(٤)
  أزْجَيْتُها خرساءَ مَلمُومَةً ... شِمَاعُها خِرصَانُ روس الصّعَادْ(٥)
  جُردٌ تُباري بليُوث الوغى ... مِنْ كُلِّ فَيَّاٍض طَويلِ النَّجَادْ(٦)
  من هَاشمٍ بُورك فِي هَاشمٍ ... شُمِّ العرانينِ طوالِ الهَوَادْ(٧)
  والكُرْدِ مَا الكُردُ وهل عايَنَتْ ... غضبانَ أُسْدِ الغَابِ أَمْ جِنَّ وَادْ
  ومِن ذُرَى هَمْدان فِتْيَانُها ... وَمذحِجِ الصِّيْدِ الغِلَاظِ الشّدَادْ
  جاءت كأسرابِ القَطَا شُزَّبَاً ... وزاد يَدعُو قائداها وزادْ
  لم تَدْرِ كَهْلانُ بمَا قَدّمَت ... فَأيُّ دَينٍ أحقَبَتْهَا مَرَادّ(٨)
(١) وفي هذا البيت يذكر الإمام # أن صعيب اليامي رجع وترك خلافه، وذلك عند قدوم الأمير علم الدين سليمان بن موسى الحمزي إلى نجران، فإنه قربه ولاطفه وأنسه وأحسن فِي مثواه.
(٢) الصعب: ولد الحمار، والشأو: السبق، والجواد: الفرس.
(٣) جمع حِلس: الثابت في مكانه لا يبرح، أو حَلس بالفتح: وهو الشجاع.
(٤) الخرط: انتزاع الورق من الشجر إجتذأبَا بشدة، والقتاد: كسحاب شجر له شوك كالإبر.
(٥) الإزجاء: السوق برفق ولين. وكتيبة خرساء: لا يسمع لهم صوت لوقارهم وسكونهم فِي الحرب.
وكتيبة ملمومة: أي مجتمعة بعضها إلى بعض. والشماع: الطرب والضحك والمزاح و اللعب.
والخرصان: جمع الخِراص والخَرص والخِرص والخُرص: وهو سنان الرمح، وقيل هو ما على الجبة من السنان، وقيل الرمح نفسه. والروس: أي الرؤوس، والصعاد: جمع الصعدة وهي القناة المستوية.
(٦) الفياض: الخيل الكثير الجري، وطويل النجاد: أي طويل العنق.
(٧) الهوادي جمع هادي وهو العنق.
(٨) كهلان: أي بنو كهلان، وهم الأزد بن الغوث، وينسبون إلى كهلان بن سبأ، وهم من قبائل نجران.
وأحقبتها: أي احتبسته أو تعلق بها، ومَرَادّ: جمع مُرِدّ، وهي الناقة التي انْتَفَخَ ضَرْعُها وحَياؤُها لبُروكِها على نَدًى، أو الشاةٌ التي ثقل ضرعها واحتبس لبنها، أو الجَمَلُ أكْثَرَ من شُرْبِ الماءِ فَثَقُلَ، والمعنى: أن بني كهلان تعلق بها دين بسبب خلافها ونكثها وذلك الدين مثقل لها، حتى تتوب وترجع عن غيها.