ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[21] وقال # وقد بلغه أن رجلا من الشيعة المرتدة قال: وأي فخر له في دخول صنعاء؟ وما لقي في دخولها من التعب؟!: [البسيط/27]

صفحة 101 - الجزء 1

[٢١] وقال # وقد بلغه أن رجلاً من الشِّيْعَة المرتَدَّة قال: وأيّ فخرٍ له فِي دخول صنعاء؟ ومَا لقي فِي دخولها من التعب⁣(⁣١)؟!: [البسيط/٢٧]

  لِي هِمَّةٌ فِي العُلى أَرْبَتْ على الهِمَمِ ... فإن تجشّمْتُ مكرُوهاً فلا تَلُم

  إن بِتّ فِي دَعَةٍ مِمَا أُحَاوِلَهُ ... فلذّة العيش عند الشّا والنّعَم

  مَا لي أرى النّوم لا يَغشى مَنَازلنا ... كأنه قدحُ أيسار لدى بَرَمِ⁣(⁣٢)

  أمسيت لا أشتهي مالاً ولا ولداً ... ولا ضجيعاً سوى الصّمصَامة الخَذِم

  فإن تعلّلت فِي وقتٍ بواحدةٍ ... فمَا هجرت فَعَن عَفوٍ وعن كَرَم

  مَا لي أرى العرب عني اليوم لاهيةً ... حَتّى لقد عظمت عندي يدُ العجَم

  أجاهلون قِيامِي فِي مصالحهم ... وكيف تُجهلُ نارٌ فِي ذَرى عَلَمِ⁣(⁣٣)

  الخيل تشهد لي فِي كُلّ مَلحمةٍ ... بأن فِعلي فعلُ الجارحِ اللَّحِم

  أسوق مُهرِي إلى أعدائهم قُدُماً ... حَتّى كأني مطرودٌ إلى قُدَم

  فمَا عَليَّ إذا ولّت فوارِسُهم ... وقد وتِدْتُ لميدان الردى قَدَمي

  وقائلٍ قال فِي صنعاء مَا عظمت ... منك العناية فِي بأسٍ ومُعْتَزَم

  فقلت يا أيها المِسْكِيْنُ لو نَظَرَتْ ... عيناك مَا عَاينَت عيناك فِي الحُلُم

  لشبتَ أو مِتَ أو أجهشتَ مُنتحباً ... مِن شِدّة الخوف لا من شدَّة الألَم

  أبْصَرتَ كالبحر إذ جاشت غواربُه ... مِن عارض الخيل لا مِن عارض الديمِ⁣(⁣٤)

  فقلت فِي الحال باب السِّجن دونكم ... ولم تعُقْنِي عوادي الخوف عن هِمَم

  والفرضُ قمتُ به والأُسْدُ كالحةٌ ... حولِي وأثيابُها مأثورة الخَذَمِ⁣(⁣٥)

  وكم فتىً بعد مَا كَبّرتُ مُفتَتِحَاً ... مُغَلِّقِ السَمعَ عن قولي وعن كَلِمِي


(١) فِي (ع) و (ب) من تعب.

(٢) البَرَم: محركة من لا يدخل مع القوم فِي الميسر.

(٣) الذرى: الرأس، والعلم: الجبل.

(٤) جاش البحر: أظلم وأشرف عليك، والغوارب: أعالي الموج، وعارض الديم: السحاب المعترض في الأفق، والديم جمع ديمة بالكسر وهو المطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق.

(٥) الأسد: المراد بهم الشجعان، والخذم: القطع، والمأثورة: التي بان أثر القطع فيها من وقع الضرب في الحرب.