ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[25] وقال # جوابا للفقيه شهاب الدين أبي القاسم بن الحسين السليماني رحمة الله عليه: [الطويل /16]

صفحة 108 - الجزء 1

[٢٥] وقال # جواباً للفقيه شهَاب الدين أبي القاسم بن الحسين السّليمانِي⁣(⁣١) رحمة الله عليه: [الطويل /١٦]

  ونحن أناسٌ عَوّدَتْنَا جُدُودُنا ... بناءَ المعَالي واكتِسَابَ المكارم

  إذا نزَل الضيفانُ ساحةَ دارِنَا ... وطافُوا بِهَا فِعلَ الظّباءِ الحوائم

  شَرعْنا لهم حوضَاً فمَنْ شَاءَ فلْيَرِدْ ... ومَن شاءَ فليَصْدُر لنا غيرُ لائِم

  أليس أَبُونا قَاسَمَ الضّيفَ بُردَهُ ... فنادى بِهَا حُفَاظُها فِي المواسِم

  وسَنّ القِرى والذئبُ يأكل فخذَه ... وقامَ بأعباءِ الأمُورِ العظائم

  ووالدنا والجَدُّ والجَدُّ قبلَهُ ... وأَجْدَادُهُم مثلُ البُحورِ الخضارم

  نُفُوسٌ تعالت مِن نفوسٍ شريفةٍ ... مكرَّمَةٍ فوق النفوسِ الكرائم

  فلولا وِثَاقُ الدين نَافرتُ من يُرِدْ ... منافرَتِي فيهم إلى كُلِّ حَاكِم

  وحاشا مُرِيْدِ الهَجْوِ والسًّبّ والأذى ... لَهُم أن أُجَاثِيهِ مكانَ المُخَاصِم

  أَبى الله لِي والعلمُ والدّينُ والحجَى ... وأَشْيَاخُ صِدْقٍ مِن ذؤابة هَاشم

  إذا ذُكِروا عند الوَلِيدِ وَكُرِّرُوا ... مِرَارَاً شَفَوْا واعتاضَهُم بالتّمائِم

  وقبلَك لَمْ أسمع لهم قط لائماً ... بِبُخلٍ ولا جُبْنٍ غدّاة الملاَحِم

  وهذا شَهْيدٌ بالذي قُلْتُ حاضراً ... مُزَكَّى عَظيمُ القَدر سِبْطُ البَرَاجِم

  أخو العِلم شمسُ الدّين يحيى بنُ أحمدَ بـ ... ـنِ يحيى حَميدُ الفعل شيخُ الفواطِم

  وشافِعُهُ بدرُ الهُدى صنوه الذي ... دعا لَمْ يخَفْ فِي الله لَومةَ لائم

  فزُرْهم وقلْ مَا شِئْتَ فيمَا حكيتُه ... وخُذْ بكلام الطّيّبين الأكارم

[٢٦] وقال # وقد تكلم بعض أصحابه لمَا رأوا من عفته فِي أيام الشبيبة: [الطويل/٨]

  يُعَيّفُني قَومِي وفِي نقضِ مِيزَرِي ... ثمانون مِن أمثالهم محكم العِلمِ⁣(⁣٢)


(١) هو الحسام المشهور، وعلم الهداية المنشور، صاحب اللسان والسنان، والعلم والبيان: أبو القاسم بن حسين بن شيب الحسني التهامي |، أحد الأعلام وأوحدهم، ومقدم الفضلاء وسيدهم، صاحب البلاغة والفصاحة، والعلم الوسيع والرجاحة، الإمام البارع الأصولي المنطيق، وصل من تهامة إلى براقش من جهة الجوف إلى الإمام المنصور بالله #، يقرأ عليه ويذاكره ويسأله عن دقائق العلوم، وكان له حدس وذكاء وهمة، وكان قد برع في الكلام وأصول الفقه والتوحيد، فكان يسأل ويستفيد ويبسط في كل ما يريد، والإمام # يجيبه في دقائق العلوم وغوامضها، وله المواقف الكريمة، في نصر الإمام # باللسان والسنان، رحمة الله عليه.

(٢) يريد # بقوله (يعيفني) أي ينسبونني إلى العفة والنزاهة، وقوله (وفي نقض مئزري) كناية عن ارتكاب الفاحشة، ومراده أن من ينسب إليه ما ليس فيه من قول الإفك والزور فهو قاذف، والقاذف حكمه في الكتاب أن يجلد ثمانين جلدة.