[29] وقال # في وقعة أخرى بالجنات في شهر ربيع الآخر من التاريخ المذكور: [الطويل/27]
  فقُل لي لصِيْدٍ مِن بكِيْلٍ وحاشدٍ ... سنامُ بني قحطانَ طُرَّاً وكاهِلُه
  أقيموا عمودَ الدين بالصّبْر إنَّنِيْ ... أرى الصّبرَ مُعْتاصَاً على من يحاوِلُه(١)
  فمُرهِبَةُ الأبطالُ أَوّلُ ناصِرٍ ... إمامَ الهُدى والخطبُ جمٌّ زلازِلُه
  فكيف وقد مَدّ الضَّلالُ جِرَانَهُ ... مخافة سَيْف الله والله خاذِلُه(٢)
  نَصرتُم أميرَ المُؤمِنينَ فَأبشِرُوا ... بفتحٍ قريبٍ أهنأُ الفتحِ عَاجِلُه
  وقُل لي لبشرٍ جاءني منه مَوْقِفٌ ... بَدَتْ فيه من إِرْث الجدُوْد فضائلُه(٣)
  ومَا عُذر من كان الإمَام وراءَهُ ... إذا لَمْ يُقَدِّم مَا المهيمن قابِلُه
  فلا تهِنُوا فَالذُّلُّ فِي الضّدِّ وَاضِحٌ ... وقد ظَهَرَت آياتُهُ ودلائِلُه
  وفي القوم غَدْرٌ لا يُنادى ولِيْده(٤) ... ومَن رَامَ حِلفَ الذِّيبِ فَالذيبُ آكِلُه
  بَنيتُ لعدنان وقحطان عن يد ... مَنَارَ عُلاً لا يلتقي مَن يُطَاوِلُه
  فمَا عُذرُهُم إن قَصَّروا فِي نصيحتي ... ونَامُوا وفحلُ الحَرْب يُضربُ بازِلُه
[٢٩] وقال # فِي وقعةٍ أخرى بالجَنَّات فِي شهر ربيع الآخر من التاريخ المذكور: [الطويل/٢٧]
  أَتَانِي ورَحلِي فِي ذَمَرَمَرَ وَقعَةٌ ... لَكُم أرغَمَتْ أنفَ العَدُوِّ المُرَاغِمِ(٥)
  فِدَىً لَكُم يَا آلَ هَاشِمَ نَاقَتِي ... ومَن لِلخُطُوبِ المُعضَلاَتِ كَهَاشِمِ(٦)
  فَلِلَّهِ عَينَا مَن رَآهَا جَوَانِحَاً ... بِسُمْرِ القَنَا والمُرْهَفَاتِ الصَّوَارِم
  فَلَمْ تَرَ إلا زَاعِبِياً مُحَطَّمَاً ... بِكَفِّ كَرِيمٍ فِي العَجَاجَة غَاشِم
  ومَلمُومَةً شَهبَاءَ تَبْرُقُ بِيضُها ... لَهَا عَارِضٌ يَرْفَضُّ فَوقَ الجَمَاجِمِ(٧)
  دَعَاهَا أميرُ المؤمِنِينَ فَأقْبلَتْ ... تَبارَى سِرَاعاً كالنّسُور القشاعِمِ(٨)
(١) معتاصاً: أي صعباً ممتنعاً.
(٢) جران البعير: مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره، شبه الضلال بالبعير الذي قد مد عنقه.
(٣) هو بشر بن حاتم اليامي.
(٤) يقالُ: أمْرٌ لا يُنادى وَليدُهُ، في الخَيْرِ والشَّرِّ، أي: اشْتَغَلوا به حتى لو مَدَّ الوليدُ يَدَهُ إلى أعَزِّ الأَشْياءِ لا يُنادى عليه زَجْراً.
(٥) ذمرمر: حصن في أعلى شبام الغراس، في الشمال الشرقي من صنعاء، تبعد ١٨ كم، وتسمى ذي مرمر.
(٦) في (م) و (ع) و (ب) فداءاً.
(٧) الملموم: المجتمع بعضها إلى بعض، والشهباء من الكتائب: العظيمة الكثيرة السلاح. ويرفض: يتكسر.
(٨) التباري: التعارض، والقشاعم: جمع قشعم كجعفر: المسِنَّ من الرجال والنُّسور والضخم والأسد.