ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[32] وقال # في حرب الغز على ظفار في شعبان سنة (591) ه: [البسيط /61]

صفحة 117 - الجزء 1

  مَا كان ضرَّهُمُ لو أنهم وَصَلُوا ... حَبْلاً بحَبْلٍ مِن الرحمن مُتّصِل

  وحَكّمُونِي وَلَمْ يَخْشُوا وَلَمْ يَهَبُوْا ... حكمَ امرءٍ عارفٍ بالفرض والنفل

  لم يَخْلُ من درسِ تنزيلِ الكتابِ وما ... يَقضِي بتصديقه مِن أحمدٍ وعَلي

  إذا قضى اللهُ أمراً والرسولُ فما ... يَخْشَى مِنَ الحَيْفِ إلا كُلُّ ذِي خَطَل

[٣٢] وقال # فِي حرب الغز على ظفَار فِي شعبان سنة (٥٩١) ه: [البسيط /٦١]

  ظفِرَتْ بمدح المادحين ظفَارُ ... لمَا حَمَى عرصاتَها الجبّارُ⁣(⁣١)

  جاءت جنودُ الظالمين كأنهَا ... ليلٌ وأنواءُ الحديدِ نهارُ

  جيشٌ تَظِلُّ البُلقُ فِي حَجَرَاتِهِ ... خالي المذاهِب أرعَنٌ جَرَّارُ⁣(⁣٢)

  فيه الأعَارب والأعاجم عن يدٍ ... والأعوَجيّة والقنا الخطَّارُ

  والفَارسيّةُ فيه تَرْعُدُ والقِسْـ ... ـيُّ النّبعُ تَضبحُ والخطوبُ كبَارُ⁣(⁣٣)

  والكُرْد تزحَف كالليُوث وخلفَها ... ملكٌ سَحَائب رَاحَتَيْه غزارُ

  فسَمَت ذوائبُها وأعرض عنهم ... منها أشمّ له السّحَابُ إِزارُ⁣(⁣٤)

  وبها حماةٌ من ذؤَابة هَاشمٍ ... والمسلمون الغُرّ والأنصَارُ

  قومٌ رأوا أنَّ الجهاد فريضَةٌ ... فسَمَت لهم هِمَمٌ بذاك كبارُ

  ذَلّ الأنام وأُرِعبُوا إلا هُمُ ... فَالنّاس عُبدان وهم أحْرارُ

  صَبَرُوا على الأرجَاف وهي كثيرة ... فيمَا حَكاهُ الواحد القهارُ

  جَعَلوا التَّشَكُّكَ فِي خِلَافِ الحَقِّ لَا ... غسلٌ تشقق عنده الأبشارُ

  رفضوا الروَافِض للأئمّة واعتضوا ... بالبيْض لمَا زاغت الأبصارُ


(١) العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، جمعها: عِراص وعرصات وأعراص.

(٢) الحَجَرات: جمع حُجْرة وهي الناحية، وتجمع على حواجر، وحجرتا العسكر: جانباه من الميمنة والميسرة.

الجيش الأرعن: هو المضطرب لكثرته. وجيش جرار: كثير، أو لايستطيع السير إلا رويداً لكثرته، ومنه كتيبة جرارة: أي لا تستطيع السير إلا رويداً لكثرتها.

(٣) النبع: شجر أصفر العود رزينة ثقيلة فِي اليد. وكل القسي إذا ضمت إلى قوس النبع كرمتها قوس النبع، ومن أعضائه تتخذ السهام.

(٤) معنى السحائب فِي البيت الأول: مجاز مرسل عن الكرم والجود.

والمراد بالسحاب فِي البيت الثاني: الغيم. إذا شبه الجبل العالي وهو (الأشم) بالمئتزر بالرداء ونحوه.

وقوله: (فسمت) أي ظفار. والذوائب: جمع ذؤابة وهي من كل شيء أعلاه.