ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[33] وقال # وذكر المصاب مصاب أخيه إبراهيم بن حمزة

صفحة 122 - الجزء 1

[٣٣] وقال # وذكر المصاب مصاب أخيه إبراهيم بن حمزة⁣(⁣١)

  ¦: [الوافر/١٣]

  رَوّعَنِي الدّهرُ بأحداثِهِ ... وليس مِثلِي مِنْ شَبَاهَا يُرَاعْ

  يرومُ إنزَالِي على حُكمِهِ ... وإنَّمَا يفعل ذَاكَ التَّراعْ⁣(⁣٢)

  تَعَدَّ عَنَّا والتَمِسْ غَيرَنَا ... وخُصَّ بالرُّعبِ قُلوُبَ الرَّعَاعْ⁣(⁣٣)

  فنحن مِن قومٍ إذَا أُغضِبُوا ... تَلَيَّثُوا واستَلأمُوا للمُصَاعْ

  كم موقفٍ خُضنَا بِحَارَ الرّدَى ... قُدْمَاً وَلَمْ يُنصبْ عليهَا شِرَاعْ

  ومعركٍ كِلْنَا لِأعدَائِنَا ... فيهِ ذُعَافَ الموتِ صَاعاً بِصَاعْ

  ونَحنُ مثلُ النِّصفِ أو دُونَهُ ... منهم وقد سَلُّوا سُيوفَ القِرَاعْ


(١) إبراهيم بن حمزة بن سليمان بن حمزة $، صنو الإمام المنصور بالله # وأحد قواده الأبطال، كان مقتله في وادي لصف من بلاد نهم في معركة مع الغز وقائدهم ورردسار، وتفصيل خبر مقتله:

أن الإمام المنصور بالله # كان قد أرسل الأميرين أخاه صارم الدين إبراهيم بن حمزة والأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم في سرية خيلها يزيد على الستين فارساً ورجلها يقارب المأتين، فهزموا رتبة للغز كانت في درب الجبوب، واستولوا على القرية وما فيها، وأتى إليهم من أهل نهم قدر أربعمائة، ثم تقدم الأميران بالجيش إلى موضع يسمى العشة، فأمسوا فيه في عسكر كثيف، ولما أصبح قبضوا الرهائن من أهل البلاد على الطاعة وتسليم الواجبات، ثم نهضوا إلى وادي لصف، فحطوا في السوق، فأقبلت إليهم قبائل نهم سامعين مطيعين، باذلين الإنقياد والجهاد، فوصل قائد الغز بوزبا في جيش كثيف إلى لصف فكسروه وردوه، وقتلوا وجرحوا وغنموا من الغز شيئاً كثيراً، فأقبل قائد الغز (وردسار) في جيش كثيف وجند عظيم من صنعاء، وحط عسكره في الموارد، وكان معه من كبار همدان عمرو بن بشر وحاتم بن أسعد، فجمعا لوردسار من القبائل الذين كان الإمام يرجو نصرتهم قبائل كثيرة من بني شهاب وسنحان والأعروش ونهد وبني غيلان، فنهض وردسار بجيشه وعسكر بين العشة والمديد، فرفع الأميران عسكرهما إلى أعلى الوادي، فأقبلت جنود الغز كقطع الليل، فخاف الناس وقعهم فتفرقت القبائل والجنود لما شاهدوه من قوة العدو، فلم يثبت في وجه الغز إلا دون العشرين فارساً، فوقع قتال شديد، فانهزمت نهم ومن انضم إليها، وانكسر عسكر الأميرين، فشرع الناس في صعود الجبل من طريق ضيق لا يمر منها إلا فرس بعد فرس، فصرع حاتم بن عمرو الشهابي، فعطف عليه الأمير إبراهيم بن حمزة فقاتل حتى خلصه وركب فرسه، فنشب الأمير صارم الدين في مقابلة الغز فلم يتمكن أصحابه من الرجوع إليه لضيق المكان ووعورة الطريق، فأحاط به الغز من كل جانب، وهو يطاعنهم راكباً حتى صرعوه من فرسه، فقاتل راجلاً فقتل منهم وطعن وجرح، وكان عليه درع حصينة فقاتل مقبلاً بوجهه غير منحرف ولا مدبر، حتى أتاه رجل من خلفه فضربه على يده فأبانها وفيها الرمح، فلم يزل يدافع حت قطعت رجله، فصرع فحملوا عليه وقتلوه وسلبوه، واحتزوا رأسه، وحملوه إلى صنعاء إلى سنقر، كما فعل برأس جده الحسين #، وكان مقتله | يوم السبت ٨ شعبان (٦٠٠) هـ، وقبر أولاً في لصف، ثم نقله المنصور بالله # إلى الزاهر من الجوف وبنى عليه قبة، وقبره بها مشهور مزور يتبرك به وتنذر له النذور.

(٢) التراع: الجبان.

(٣) الرعاع كسحاب: الأحداث العظام.