ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[34] وقال # لما غزا الأمير علم الدين سليمان بن موسى الحضن بحجور سنة (601) ه إحدى وستمائه: [الطويل /36]

صفحة 123 - الجزء 1

  نَصبِرُ للموتِ وَرَوْعَاتِهِ ... إذا نفوسُ الصِّيْدِ طَارَت شُعَاعْ

  سَل عَنْ أبِي إسحاق أعداءَهُ ... وغيرَهُمْ فَالخطبُ فَاشٍ مُذَاعْ

  يومَ تَوَلَّى جَيْشُهُ مُعْذِرَاً ... وإنَّمَا يُدفَعُ مَا يُستَطَاعْ

  أَلَمْ يُصَمِّمْ غَيرَ مُستَسْلِمٍ ... تصميمَ سَامِي الطّرف عَبلِ الذّرَاعْ⁣(⁣١)

  نَحنُ بنوا الحربِ إذَا شَمَّرَتْ ... ولاَحَ عُنوانُ سَناهَا وشَاعْ

  وإنَّمَا أوقَفَنا مُوجِبٌ ... بَادٍ وقد يُطْرِقُ قِيلَ الشُّجَاعْ

  [٣٤] وقال #(⁣٢) لَمَا غزا الأمير علم الدّين سليمان بن مُوسَى الحضن بحجور⁣(⁣٣) سنة (٦٠١) هـ إحدى وستمائه: [الطويل /٣٦]

  كذَا فليكُن يَا قَومِ قَودُ الفيَالِقِ ... لِإسخاطِ مَخلُوْقٍ وإِرْضاءِ خَالِقِ⁣(⁣٤)

  وَلَمَّا استَتَبَّ الرَّأيُ جاشَتْ مغارِبَاً ... كَتَائِبُ شُهْباً مِن برُوج المَشَارِقِ⁣(⁣٥)

  كتائبُ تُردِيْ فِي الحدِيدِ كَأنَّهَا ... جبالُ حُنَينٍ فِي ظِلاَلِ الخَوَافِقِ⁣(⁣٦)

  ولَمَا تَعَدَّتْ مِن حَجُورٍ قبائلٌ ... حُدُوْدَ الهُدى واستحقَبَتْ كُلَّ فَاسِقِ⁣(⁣٧)

  وكانت على مَرِّ الزّمانِ وإنْ طَغَتْ ... أَشَدَّ حِذَارَاً مِنْ دُهَاة العَقَاعِقِ⁣(⁣٨)


(١) العبل: الضخم فِي كل شيء.

(٢) هذه القصيدة غير كاملة في النسخة الأصلية، فقد سقط منها الثمانية الأبيات الأولى مع بعض الأوراق، وهي في الأصلية من النوع الثاني.

(٣) الحضن: قرية على بعد ١١ كم تقريباً شمال غرب حبور ظليمة، وكان سبب هذه الغزوة: أن أهل الحضن كانوا عاكفين على ارتكاب المحرمات، وإظهار الفواحش، وشرب الخمور، وفعل الفجور، وهم ممتنعون في بلادهم لحصانتها، ووعورة الطريق إليها، فلم يجرؤ عليهم حكم قبل ذلك، فجهز الأمير علم الدين سليمان بن يحيى في جيش معد من الفرسان والرجال، فتوجه إلى جبال حبور ليلاً، فلم تتمكن الخيل من العبور، ولم يعبر سوى الرجال، فوافوا أهل الحضن عند طلوع الفجر، وهم في غفلة، فلم أحس أهل الحضن بأوائل الجيش انهزموا بأنفسهم، وأحاطت الجنود المنصورية بالمكان، فقتل من أهل الحضن سبعة عشر رجلاً، وهرب الباقون في الأودية ورؤوس الجبال، وغنم الجيش المنصوري غنائم كثيرة من أموالهم وعبيدهم وإمائهم ومواشيهم، وقتل من الجيش المنصوري ثلاثة، ثم عادوا منصورين مظفرين، فكتب الأمير علم الدين إلى الإمام المنصور بالله يعلمه بالوقعة وتفصيلها وما من الله بهم عليهم من النصر، فأجاب بالقصيدة المذكورة.

(٤) الفيالق جمع فيلق كصيقل: الجيش.

(٥) أي كانت الوقعة في الجهات الغربية في وقت الشروق أي نهاراً.

(٦) خوافق السماء: التي تخرج منها الرياح الأربع.

(٧) استحقبت: أي احتبست وجمعت.

(٨) العقاعق: جمع عقعق طائر أبلق بسواد وبياض يشبه صوته العين والقاف، يضرب به المثل في الحذر والنباهة.