[38] وقال # في وقعته بالغز بصعدة سنة (601) ه إحدى وستمائة: [الكامل/55]
  [٣٨] وقال # فِي وَقْعتِه بالغُز بصَعْدَة سنة (٦٠١) هـ إحدى وستمائة: [الكامل/٥٥]
  قامَت دَلَائلُ دَوْلَةِ الإسلاَمِ ... وبَدَت شَوَاهدُهَا بِهَذَا العَام
  وعَلا مَنَارُ الدّين بعد خُمُوْلِهِ ... مُتَألِقَاً فِي يَمْنَةٍ وشَآم
  ظَنَّ الملوكُ الظَّالِمُون بِأنَّنِيْ ... أُغضِي ولِي ثَأرٌ علَى الآثَام
  كَلَا ومَن عَمَرت قُريشٌ بيِتَهُ ... قَسَمَاً يُمَيِّلُ سائِرَ الأقسَام
  حَتَّى تَظَلَّ الأعوجِيَّةُ فِي الوَغَى ... تَشكُوا عَلَى الفُرسَانِ بالجُمجَامِي(١)
  وتَقُومُ فِتيَانُ الوَغَى من هَوْلِهَا ... فِي زَاخِرٍ صَخْبِ الجَوَانِبِ طَامِي(٢)
  ويَمُوتُ بَينَ الفَلَيقَينِ طِوَالُهَا ... بِأَكُفِّ بيضٍ فِي الحُروب كِرَام
  وتَرَى السّيُوفَ على اختِلاَفِ مَقالِهَا ... فِي الدِّينِ تَسجُدُ فِي الطّلى والْهَام
  كانت بِتَافِثَ آيَةٌ مشهُورَةٌ ... والآيةُ الأُخرَى بِجَوْفَ دعَام
  وتَصَعَّدَت لِطُغَاةِ صَعدَةَ شُزَّبَاً ... كَالطّيرِ تَحتَ خَوَافِقِ الأعْلاَم
  بِمُقَدَّمَيْنِ نَجَارُ هذَا مُنْتَمٍ ... سَامَاً وأَصْلُ نَجَارِ ذَا مِنْ حَام
  لَمْ يَثْنِيَا رَأسَيهِمَا حَتَّى انثَنَى ... رَأسُ العَدُوِّ بِمِرْدَسٍ صَدَّام
  مُستَرعِفِينَ بِفِتْيَةٍ أحْسَابُهُمْ ... جَعَلت نفُوسَهم كَنفسِ عِصَامِ(٣)
  زَحَمُوا بِهَا أَسَدَاً فَأصْبَحَ ثَعلَبَاً ... يَرجُو المقَامَ وَلاَتَ حِيْن مَقَامِ(٤)
  مَا كان أَسرَعَ هَدمَ مَا قد شَيَّدُوا ... مِن فِسقِهم والنَّقضَ للإبرَام
  زعَمُوا بِأنَّ اللهَ يَخذُلُ دِيْنَهُ ... كَلَا ومُوجِبِ حُرمَةِ الإِسْلاَم
  لا بُدَّ من يَومٍ يَمِيلُ بِثقلِهِ ... عَدْلاً عَلى مُتَحامِلِ الأيَّام
(١) الجمجمة: الكلام الذي لا يبين.
(٢) الصخب: شدة الأصوات وإختلاطها.
(٣) هو عصام بن شهر الحرمي حاجب النعمان بن المنذر، ومنه قولهم مَا وراءك يا عصام؟ وفي المثل «كن عصامياً ولا تكن عظامياً» يريدون به قوله: نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما
(٤) أسداً رجل تركي. تمت من هامش النسخة الأصلية. وهو قائد من قواد الجيش الأيوبي.