دعوتا الإمام # الصغرى والكبرى
شعره #
  أما فصاحة الإمام وبلاغته: فذلك ظاهر في مؤلفاته وقصائده الشعرية، فقد كان له في الشعر باع طويل، فقد كان # كما قيل: (أفصح الفاطميين) ولعله لم يكن لإمام من أهل البيت $ ما كان له من القدرة على نظم الشعر على جميع أبوابه وأوزانه.
  ويعتبر شعره # دراسة كاملة وشاملة لسيرته ولما وقع فيها من الأحداث والحروب وغيرها.
  قال المؤرخ الشامي: الإمام عبد الله بن حمزة شاعر مفلق، وشعره جزل التراكيب، فخم الألفاظ، مطرز بالغريب، وعليه جلال الواثق بنفسه، المتباهي بحسبه ونسبه، وعلمه وأدبه، ومسحة بدوية تلحقه أحياناً بشعراء ما قبل الإسلام - إلى قوله:
  وقد اتخذ الإمام عبد الله بن حمزة من الشعر عصا يتوكأ عليها في معاركه الحربية السياسية والمذهبية، ويهش بها على ملوك وسلاطين عصره، وليس هناك من حادثة وقعت له، ولا من أمر مارسه، أو كارثة نابَتْهُ، أو وجد انْفَعل له إلا وسجله شعراً، ولذلك فهو يعد من المكثرين لا بين شعراء أئمة اليمن - وجلهم كانوا كذلك - بل بين شعراء اليمن عموماً. انتهى.
  بل إن الذي يقرأ ويطلع على ديوان الإمام # تبهره قدرة الإمام الشعرية، فقد دون أكثر الأحداث في حياته بنفسه عن طريق الشعر، وكأنه صار مطبوعاً عليه، بل إن الذي لم يطلع على شيء من كتب الإمام وعلومه المدونة غير الديوان يتبادر إلى ذهنه أن الإمام لم يكن إلا شاعراً فقط، ولا يحسن غير الشعر، لأن القارئ عندما يتأمل الألفاظ والكلمات، وانتقاء العبارات في القصائد، يرى في نفسه صعوبة فهم الأكثر منها، لا سيما والإمام # كثيراً ما يشتت على السامع أو القارئ فهم المعنى، لحيث أن الكلمة لها معان متعددة، وقد تكون في ذلك الموضع صالحة لأكثر من معنى، فيحتاج المطلع إلى الربط بين الأبيات المتقدمة والمتأخرة في القصيدة حتى يفهم مراد الإمام #.
  وهذا واضح في ديوانه # الذي بين يديك وهو (مطالع الأنوار ومشارق الشموش والأقمار) كما سنتحدث عن ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
دعوتا الإمام # الصغرى والكبرى
الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب (الإمامة الصغرى)
  تقدم وصف الحال التي يعيشها اليمن قبل قيام الإمام المنصور بالله # وانتصابه للأمر، وكانت