ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[43] وقال # في آخر دعوة كتبها إلى أهل تهامة قبل وقعة المهجم سنة (603) ه ثلاث وستمائة: [الكامل /7]

صفحة 140 - الجزء 1

  كالبحرِ يَرْجُفُ بالأقطَارِ زَاخِرُهُ ... ويَملاءُ الأرضَ عَفوَاً مِنْ سَوَاقِيهَا

  إذَا أطَافَ بأرْضِ الظَّالِمِينَ نَأى ... عَنهَا وسَافِلُهَا بالهَدمِ عَالِيهَا

  سَلْ يَومَ تَافِثَ عَنهُ مَنْ يُشَاهِدُهُ ... والخَيلُ تَمزَعُ والفُرسَانُ تَمرِيهَا⁣(⁣١)

  وفي رُبَا الجَوْفِ لَمَّا بَانَ نَكثُهُمُ ... وطَاوَعَت للتمَادِي أمْرَ غَاوِيهَا

  أيُنْشَدُ الشِّعرُ والأصوَاتُ ضَاحِكَةٌ ... فِي ذَمِّنَا ونِفَاقاً فِي قَوَافِيهَا

  أم تَستَمِرُّ على الإنكَارِ مُقسِمَةً ... مَا كَانَ مُلحِمُهَا مِنهَا ومُبدِيهَا

  وتُظهرُ الغِدَرَ الممقُوتَ صَاحِبُهَا ... وتَستَغِشُّ الذِي قَد كَانَ يُغرِيهَا

  فارعَوا حُقُوقَ رَسُولِ اللهِ والتزِمُوا ... بِعُرْوَةٍ لَا يَخَافُ الفَصمَ رَاعِيهَا

  ورَاقِبُوا اللهَ فِي سِرٍّ وفِي عَلَنٍ ... فنَحنُ هَادِيُّهَا مِنَّا ومَهْدِيهَا

  ونَحنُ فِي غَمَرَاتِ الشَّكِ فُلْكُ هُدَى ... تُنْجِي وتُهلِكُ عِندَ المَوجِ قَالِيهَا

  نحمِي حِمَى الدِّينِ بِالجُردِ العِتَاقِ وبالـ ... ـبِيضِ الرِّقَاقِ رُؤوسَ الصِّيدِ نُغْشِيهَا

  وكَمْ فَتَىً يَلتِقِي الأبطالَ مُبتَسِمَاً ... مِنَّا ويَطعنُهَا شَزرَاً ويُردِيهَا

  يَحمِيهِ مَنصِبُهُ الزَّاكِي الفِرَارَ إذَا ... دُقَّت مِنَ السُّمرِ فِي الأحشَا عَوَالِيهَا

  وفَحمَةٍ مِثلُ سيلِ الليلِ عَاتِيَةٍ ... رَدَّت عَوَاصِيَهَا العُظمَى مَوَاضِيهَا

  إنَّ الحِجَابَ لِرَبَّاتِ الحِجِالِ فَلاَ ... تَقبَلْ لِنَفسِكَ تَلبِيسَاً فتُصْمِيهَا

  إِنَّ الإمَامَ الذِّي يَبدُو لِطَالِبِهِ ... كَالشَّمسِ لَا يَستَطِيعُ الغَيمُ يُخفِيهَا

  إذَا دَجَت ظُلُمَاتُ الخَطبِ قَامَ لَهَا ... مُشَمِّرَاً أو تَجَلَّى أو يُجَلِّيهَا

  ضَخمُ الدَّسِيعَةِ مَحمُودُ الشَّرِيعَةِ لاَ ... يَرضَى لِنحلَتِهِ كِبرَاً يُدَانِيهَا

  [٤٣] وقال # فِي آخر دعوة كتبها إلى أهل تهَامَة قبل وقعة المهجم سنة (٦٠٣) هـ ثلاث وستمائة⁣(⁣٢): [الكامل /٧]

  أبَابِيلُ خَيلٍ دِينُ أَحْمَدَ دِينُهَا ... مُسَوَّمَةٌ جِبرِيلُ فِيهَا يَقُودُهَا

  فَويلٌ لِأربَابِ الضَّلاَلةِ والخَنَا ... إذَا خَفَقَتْ فِي الخَافِقَينِ بُنُودُهَا

  وصَاحَ القَنَا فِي الدَّارِعِينَ وبُدِّلَتْ ... كُنَى صِيدِهَا وازدَادَ حَرَّاً وُقُودُهَا⁣(⁣٣)


(١) المزع: شدة السير. التمري يقال: مريت الفريس إذا استخرجت مَا عنده من الجري بسوط أو غيره.

(٢) هذه القصيدة رقم (٤٤) و (٤٥) على ترتيب النسخة الأصلية في الباب الثاني من أشعاره # في نوع المكاتبات.

(٣) الدارعين جمع دارع: وهو الرجل اللابس للدرع.