ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[50] وقال # إلى بني علي يحرضهم على آل جحاف: [البسيط /36]

صفحة 157 - الجزء 1

  لَا تسأمُوا الحَربَ العَوَانِ فَحُلْوُها ... فِي مُرِّهَا بالطَّعنِ من مُرَّانِهَا

  هُمْ وَاتِرُوا الأموَاتِ فِي أجدَاثِهَا ... فَلَقَد خَشِيتُهُمُ على أكفَانِهَا

  ومُرَوِّعُوا الأطفَالَ والحيوَانَ والنِّـ ... ـسوَانَ فِي المَأنُوسِ من أكنَانِهَا

  مَا عُذْرُكُم فِي نَصرِ آلِ نَبِيِّكُمْ ... نُورِ البِلاَدِ مَعَاً وطَودِ أمَانِهَا

  وهُمُ الحُمَاةُ لَكُمْ بِكُم وأَخُو الوَغَى ... مَن خَاضَهَا لِيُعَدَّ من بُنيَانِهَا

  لَيسَ الفَتَى مَن هَابَ أسبَابَ الرَّدَى ... مَنْ هَابَ ذَاكَ فَلَيسَ من فِتيَانِهَا

  لَا عيشَ حَتَّى تَصدَعُوا هَامَاتِهَا ... وجِبَاهَهَا لِتَكُفَّ عن طُغيَانِهَا

  وتُرقِّعُوهَا بالسُّيُوفِ وإنَّهَا ... لَتَحِنُّ كَالعَجلا إلَى فُصلانِهَا⁣(⁣١)

  وتُعَرِّفُوهَا كَيفَ رَدُّ رُؤوسِهَا ... غَضَبَاً لِنَقبِضَ من فُضُولِ عِنَانِهَا

  حَتَّى تَظَلَّ كأنَّها مَأمُومَةٌ ... تَبغِي الأمَانَ وَلاَتَ حِينَ أَمَانِهَا

[٥٠] وقال # إلى بني علي يحرضهم على آل جحاف: [البسيط /٣٦]

  بَنِي عَلِيٍّ وخَيرُ القَولِ أصدَقُه ... والحربُ غُولٌ وفِي مَيدَانِهَا طُولُ⁣(⁣٢)

  مَا لِي أرَاهَا تَبَارَى فِي أعِنَّتِهَا ... وبَاعُهَا عن لَحَاقِ الضِّدِّ مَغلُولُ⁣(⁣٣)

  مَالَت إلَى الغربِ والأعَيَانُ شاخِصةٌ ... وعَاوَدَت وجَنَابُ الضِّدِّ مَأْهُولُ⁣(⁣٤)

  وجَاسَتِ الجَوفَ لَمْ تُدرِكْ بِهِ وَطَرَاً ... وثَأرُهَا عندَ أهلِ الجَوفِ مَطلُولُ⁣(⁣٥)

  رُدُّوا وجوهَ المذَاكِي يَا بَنِي حَسَنٍ ... فَالعَارُ لَيسَ تُجَلِّيهِ التَّهَاوِيلُ

  وأنتُمُ أُسُدٌ أدرَاعُهَا لِبَدٌ ... والبِيضُ أنيَابُ فِيهَا والقَنَا غَيلُ⁣(⁣٦)

  وقَد قَضَى اللهُ أنَّ المَجدَ إرثُكُمُ ... دَونَ الأنَامِ وأمرُ اللهِ مَفعُولُ

  فَلَا تَمِيلُوا إلى خفضٍ ولَا دَعَةُ ... فأنتُمُ الصِّيْدُ لا وُجبٌ ولا مِيلُ⁣(⁣٧)


(١) العجلى من الإبل: الوالهة المسرعة في حركتها جزعاً. الفصلان جمع الفصيل: ولد الناقة.

(٢) الغول بالضم: الهلكة، وكل ما أهلكه الانسان فهو غول، وسميت الحرب غول لأنها تهلك الأموال والأنفس.

(٣) المباراة: المجاراة والمسابقة. والباع: قدر مد اليدين.

(٤) في (م) و (ع) و (ب) و (ب) والأعيان ساخطة، وما أثبتناه هو في النسخة الأصلية.

(٥) الجوس: التردد خلال الدور والبيوت في الغارة والطوف فيها، والثأر المطلول: المهدور الذي لا يثأر به ولا يطلبِ.

(٦) الأدراع جمع درع، واللبد جمع لبدة بالكسر: وهي شعر زبرة الأسد، والغيل بالفتح: الساعد الريان الممتلئ.

(٧) الوجب والميل: الجبن.