ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[51] وقال # يذكر عيسى بن ذعفان ونهما وخلافهم بالجوف في ذي القعدة سنة (606) ه ست وستمائة: [الطويل/42]

صفحة 159 - الجزء 1

  أتطمَعُونَ بِعَيشٍ بَعدَ هُلكِهِمُ ... هَيهَاتَ بعضُ طَمَاعِ القومِ تَضلِيلُ⁣(⁣١)

  لا بُدَّ من قَتلَةٍ يَبقَى شَرِيدُهُمُ ... دَهرَاً ولَيسَ لَهُ فِي القَلبِ مَعقُولُ

  مَن ظَنَّ فِعلَهم فِي مثلِهَا هَدَرَاً ... فمَا لَه عندنا حُلمٌ ولا حُولُ⁣(⁣٢)

  يا رَبُّ فِي ناقةٍ أهلكتَ عَاقِرَهَا ... وقَومَهُ وهُمُ جِيَلٌ ومَا جِيلُ⁣(⁣٣)

  وصاحِبُ الفِيلِ لَمَّا رَامَ بَيتَكَ بِالـ ... ـعُظْمَى أُتيحَ لَهُ الطيرُ الأَبَابِيلُ⁣(⁣٤)

  وهَؤُلا قتلوا أبنَاءَ فَاطِمَةٍ ... وسَرّهُم ذَاكَ والمخذُولُ مَخذُولُ

  فَاصْبُبْ عَليهِم جُنودَ الحَقِّ ضَاحِيَةً ... فِيهَا لِنَصرِك مِيكَالٌ وجِبرِيلُ

  أيَحسِبُونَ اشتغَالِي عن طِلاَبِهِمُ ... عَجزَاً أمعلُومُهُم للجَهلِ مَجهُولُ

  إيهٍ بَنِي حَسَنٍ رُدُّوا القَنَا قُصُدَاً ... والطِّرفَ وهو ضَئِيلُ الجِسمِ مَهزُولُ

  وحَرِّضُوا كُلَّ قَومٍ مِن ذُرَى يَمَنٍ ... لَهُ مَقَامٌ يُوَلِّي عِندَهُ الفِيلُ

  فَهُم لَنَا وَزَرٌ فِي كُلِّ حَادِثَةٍ ... وسَيفُهُم دُونَنَا فِي الرَّوعِ مَسلُولُ

  وكُلُّ مَنْ كَانَ مِن عَدنَانَ مِنصِبُهُ ... فَأصلُهُ بِنَجَارِ الآلِ مَوصُولُ

  [٥١] وقال # يذكر عيسى بن ذعفان ونِهْمَاً وخلافهم بالجَوف فِي ذي القعدة سنة (٦٠٦) هـ ست وستمائة: [الطويل/٤٢]

  قِفَا فَانظُرَا فَالعَينُ تُغنِي عَن الأثَرْ ... ولَا تَسألَا بَعدَ العَيان عنِ الخبَرْ

  وقُولَا لِأربَابِ الضَّلاَلَةِ مَا الذِّي ... حَدَاكُم على سَوق النُّفوسِ إلى سَقَرْ

  ألَمْ تَعلموا أنَّ المُحَكِّمَ عَقْلَهُ ... عليمٌ بِمَا يأتِي عليمٌ بِمَا يَذَرْ

  وأن الجَهُولَ طَامِحٌ بِجَوَادِهِ ... ولَيسَ يُوَقِّيهَا الجُبَارُ ولا الحُفَرْ⁣(⁣٥)

  يُحَاوِلُ رِبْحَاً مِن طَرِيقِ خَسَارَةٍ ... ويَأمُلُ نَفعَاً من مُوَاقَعَةِ الضَّرَرْ

  كَمَا رَامَ عِيسَى أن يُغَالِبَ رَبَّهُ ... فَحَلَّت بِهِ للحَينِ دَاهِيةُ العِبَرْ⁣(⁣٦)

  ومِن بَعدِهَا إن لَمْ يُبَادِر بِتَوبَةٍ ... مُصَحَّحَةٍ أدهَى ومَطعَمُهَا أَمَرّْ


(١) في (ب) بعد طماع.

(٢) الحول بالضم جمع حُولة: وهو العجب.

(٣) الجيل بالكسر: الصنف من الناس.

(٤) في (ب) و (ع) و (ب) بنيتك العظمى.

(٥) الجُبَار بالضم: من الحروب مَا لا قَوَد فيها، أو السيل، وكل ما أفسد وأهلك.

(٦) الحَين: الهلاك.