[56] وقال # بعد فتح جبل قارة في ذلك: [المضارع/37]
  تلكَ الأعارِبُ لا مَن كَانَ هِمَّتُهُ ... أكلَاً وشُربَاً وتَمهِيدَاً وتلحِيفَا
  إنِّي لآمُلُ أن يعلو مَنَارُ هُدَى الـ ... ـإسلامِ حَتَّى يصيرَ الكُفرُ مرضُوفَا(١)
[٥٦] وقال # بعد فتح جبل قارة في ذلك(٢): [المضارع/٣٧]
  مَنْ تَيَّمَت قَلبَهُ رَقَاشٌ ... فَهَبْ لَهُ واطَّرِحْ رَقَاشَهْ(٣)
  ولَا تُسَلِّمْ عَلَى طُلُولٍ ... تُظهِرُ عن قَلبِكَ الطَّرَاشَهْ(٤)
  وَهَبْ بأنَّ الحَبِيبَ بَدرٌ ... مِنْ نَاهِسِ الصِّيْدِ أو إِرَاشَهْ(٥)
  فَهَل لِمَاضِي الشَّبَابِ رَدٌّ ... مِنَ الذِي جَلَّهُ وهَاشَهْ(٦)
  وأفضلُ الناسِ ذو حَفَاظٍ ... يُدَافِعُ النَّفسَ بالحُشَاشَهْ(٧)
  ولَا يَغُرَّنْكَ ذُو خِدَاعٍ ... يُبْدِي لَكَ البِشرَ والبَشَاشَهْ
  مُطَرِّفٌ شَادَ دِينَ كُفْرٍ ... قِوَامُه القُبْحُ والوَخَاشَهْ(٨)
  أنكَرتُهُ بِالحُسَامِ صَلْتَاً ... فَقَد طوى ظَاعِنَاً فِرَاشَهْ
  رَمَى سَوَادِي بِنِكسِ سَهمٍ ... بَرَاهُ من جَهلِهِ ورَاشَهْ(٩)
  وكَاعَ عن حَربِنَا وأبدَى ... نِبَاحَهُ إذ جَنَا هِرَاشَهْ(١٠)
(١) الرَّضف: الحجارة المحماة، والرَّضَفَة: سمة تكوى بالحجارة.
(٢) كان فتح الإمام # لجبل قارة ظاعن من بلاد حجور سنة (٦١٠) ه، خرج في عسكر عظيم من همدان وحمير وخولان ومذحج، فقتل من أهل قارة قدر ثلاثين، وقتلوا من جيشه، وطلع قارة وأطاعوا له، وأطاعت له قبائل الجهات المغربية من حجور وبني جيحان والعقارب، وذلك في شعبان وأيام من رمضان.
(٣) رقاش على فعال كقطام وحذام وزناً وإعرَابَاً: فرع من همدان ينسب إلى رقاش بنت همدان، وهم لخم وجذام وعاملة، وهو أيضاً علم للنساء. والترقيش: التحسين والتزيين.
(٤) الطرش: أهون الصمم.
(٥) الصيد: الملوك أو الأسد، والناهس: القليل اللحم، والإراش: قليل اللحم أيضاً.
أو أن المراد ناهس: بطن من خثعم. وإراشة: بطن من خثعم أيضاً، ومن المعاليق من مصر ذكره السهيلي.
(٦) خله: أي أهزله وأنحله. والهيش: الإفساد.
(٧) الحشاشة بالضم: بقية الروح فِي القلب، وهو الرمق فِي المريض والجريح.
(٨) الوِخاشة جمع وَخش: وهو الرديء من كل شيئ، ورذال الناس وسقاطهم.
(٩) النكس بالكسر: السَّهْمُ يَنْكَسِرُ فُوقُهُ، فَيُجْعَلُ أعْلاهُ أسْفَلَهُ، والقَوْسُ جُعِلَ رِجْلُهَا رأسَ الغُصْنِ.
(١٠) مهارشة الكلاب: هو تحريش بعضها على بعض، ومن المجاز: الإفساد بين الناس.