ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[63] وله #، يوم خروجه من صنعاء سنة (613) ه، و أمر من كتبها على باب القصر فوصل شعر من الغز في هجو أهل البيت جواب له وكان جوابه من الإمام بالشعر الذي أوله ((أتقذف بنت المصطفى ووصيه)): [الرجز/6]

صفحة 199 - الجزء 1

  والتَّارِكِينَ دُرُوبَ الرُّومِ خَلفَهُمُ ... وَالنَّاهِدِينَ إلَى آطَامِ غَابَاتِ⁣(⁣١)

  وَالبَاعِثِينَ لِكسرَى فِي كَتَائِبِهِ ... مَآتِمَاً يَومَ بَابِ القَادِسِيَّاتِ⁣(⁣٢)

  وَلَو أردنَا لَقُلنَا غَيرَ أنَّ لَهُمْ ... حَقَّاً يُقِيمُ لَهُمْ حُكمَ الرَّعِيَّات

  ما كَانَ مِثلُهُمُ فِي حُكمِ طَاعَتِنَا ... عند الوفَاءِ على مِثلِي بِمُقْتَاتِ⁣(⁣٣)

  لَعَلَّهُم يَرأَبُونَ الصَّدعَ عن كَثَبٍ ... ويُبطِلُونَ زَقَى تِلكَ السِّعَايَاتِ⁣(⁣٤)

[٦٣] وله #، يوم خروجه من صنعاء سنة (٦١٣) ه، و أمر من كتبها على باب القصر فوصل شعر من الغز فِي هجو أهل البيت جواب له وكان جوابه من الإمام بالشعر الذي أوله «أتقذف بنت المصطفى ووصيه»⁣(⁣٥): [الرجز/٦]

  تَرَكنَا دِيَارَ الظُّلمِ والفسقِ خَاوِيهْ ... فَكَم من فَتَىً بَاكٍ عَليهَا وبَاكِيَهْ

  وسوفَ نُسقِّي القومَ كأساً مريرةً ... وسَوفَ نَقُودُ الجيشَ للقومِ ثَانِيَهْ

  وَأرمِيهِمُ صُبحَاً إلَى عُقْرِ دَارِهِمْ ... بِدَاهِيَةٍ لَا تُبْقِ لِلقَومِ بَاقِيَهْ

  فَلَو نَصَرتنِي العُربُ جَمعَاً بِجَمعِهِمْ ... لَكَافَحتُهُمْ بِالمَشرَفِيِّ عَلاَنِيَهْ

  فَمَالَهُمُ فِي الحربِ بَاعٌ ولَا يَدٌ ... وأُمُّهُمُ فِي سَورَةِ الحَربِ هَاوِيَهْ

  فَهَا نَحنُ حزبُ اللهِ واللهُ غَالِبٌ ... وهُمْ حِزبُ أتباعِ اللعِينِ مُعَاوِيَهْ

  انتهى الباب الأول فِي الإفتخار

  ويتلوه الباب الثاني من أشعاره # فيمَا يتعلق بالمكاتبات والمراسلات ومَا يتصل بذلك ومَا ينضاف إليه، وبالله التوفيق


(١) الناهدين: أي الناهضين والصامدين، يقال نهد لعدوه: إذا صمد لهم، ونهد الرجل: إذا نهض. والآطام جمع أطم بضمة أو ضمتين: القصر، وكل حصن مبني بحجارة، وكل بيت مربع مسطح.

(٢) القادسية: مدينة قرب الكوفة، قيل: سميت بهذا الاسم لأن إبراهيم # مر بها، فوجد امرأة فغسلت رأسه، فقال قدست من أرض، والمراد فتح القادسية، وكان في شهر محرم سنة (١٤) ه، في أيام عمر بن الخطاب، بقيادة سعد بن أبي وقاص، وكان عدد جيش المسلمين فيها ثمانية آلاف، وجيش الفرس بقيادة رستم في ستين ألفاً ومعهم الفيلة، وكانت في أيام آخر ملوك فارس كسرى يزدجرد، وكانت وقعة عظيمة لم يكن بالعراق وقعة أعجب منها، وكانت من أعظم وقائع المسلمين وأكثرها بركة، ومن أكبر الفتوح الإسلامية، وكانت أربعة أيام: الأول: يوم أرماث، والثاني: أغواث، والثالث: عمواس، وليلة الرابع: ليلة الهرير، والرابع: يوم القادسية، وهو يوم الفتح، وسقط ملك الفرس إلى آخر الدهر، وغنم المسلمون غنائم كثيرة.

(٣) القتّ: نم الحديث، والكذب، واتباعك الرجل سراً لتعلم ما يريد.

(٤) الزقى: الصدى، أي يبطلون صدى الوشايات التي سببت في الفرقة.

(٥) هذه الأبيات في النسخة الأصلية في آخر الباب الثالث، وأما «أتقذف بنت المصطفى ووصيه» فهي في الباب الثالث من الديوان.