ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

شعره #

صفحة 20 - الجزء 1

  الحاكمين»، وفزع الإمام إلى الله ودعا بدعاء عجّل الله إجابته وهو قوله: «اللّهُمّ مِثْ قلوبهم كما يماث الملحُ في الماء».

  فاجتمع عسكر الأعداء وانفضَّ كما شاء الله بغير حرب ولا قتال ومضوا لا يلوي أحد على أحد، وجاء أصحاب الإمام وقالوا نطلع عليهم الجبل ونقتلهم، فقال الإمام #: «إن كان يمكنكم لزم الجبل وكف أيدي الناس عن القوم وأخذ أموالهم حتى يأخذ القوم بكتاب الله وسنة رسول الله ÷».

  فقال له الأمير محمد بن الناصر: «ما هذا بممكن»، فقال الإمام: «لا حاجة لي في ذلك».

  فتركهم ثلاثة أيام ثم كتب إليهم كتاباً يدعوهم إلى الله وإلى إبلاغ الحق في قتل أخيه وتسليم الجناة إليه ليحكم فيهم بحكم الله، فعاد جوابهم أن أيديهم في القتل والحرب واحدة.

  ثم إن الإمام # جهز إليهم الجنود وحاربهم حرباً شديداً وضيق عليهم المسالك، وأمر بإخراب زرعهم وشدد عليهم.

  فأتى (طغتكين بن أيوب) وحط بعسكره شرقي جبل ميتك، والإمام يحض أصحابه على القتال ويوطن النفس على لقائهم ويقول لأصحابه: «غرضنا الجهاد في سبيل الله والشهادة، وقد كنا نتمنى لقاء الترك والروم والإفرنج في بلادهم غضباً لله، فهذه المقادير قد ساقتهم إلينا».

  فكثر الإلحاح من أصحابه على التأخر وهو لا يسعدهم إلى ذلك، فقالوا: «يا هذا قد ركنت إلى الجنّة فما بقيت تخاف الموت؟»، فقال: «أنا أخوفكم من النار».

  ودار بينهم وبين عدوهم مهاوشات ومحاربات حتى نزل أسفل النقيل مستقبلاً لوادي شرس فجمع أصحابه وذكرهم الله وقال: «قد فعلنا ما أمكننا وأنا أريد منكم السمع والطاعة لله ولي» ثم آل الأمر إلى انتصار الإمام وأصحابه على من واجههم في ذلك الحين.

وقعة عجيب

  من أشهر معارك ووقعات الإمام #، وقد نظمت فيها الأشعار، وتفصيلها كما يلي:

أ - مع إسماعيل بن طغتكين:

  لما أن ولَّى طغتكين ولدَه إسماعيل على كوكبان وجه إسماعيل جيشاً إلى ظاهر همدان فأظهر فيها الفساد من ارتكاب الفواحش وشرب الخمور في المساجد مع الفواسد، فلم يتركوا شيئاً من المنكرات يقدرون عليه إلا أتوه وفعلوه، وقع بينه وبين أهل ثلا من مشائخ آل المكم ووادعة وبكيل وغيرهم حرباً