ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[70] وله # قبل قيامه يحض يحيى بن علي على القيام: [الطويل/27]

صفحة 204 - الجزء 1

  فَيَا رَاكِبَاً وَجْنَاءَ خَرقا شِمِلَّةً ... مُنَعَّمَةً إلا من الشَّدِّ والرَّكْلِ⁣(⁣١)

  يُزِلُّ الشَّذَى من صَفحَتَيهَا نَعِيمُهَا ... ولَا يَستَطِيعُ العَلُّ يعلو إلَى الرَّحْلِ⁣(⁣٢)

  تَحَمَّلْ وشَمِّرْ لَا تُعَوِّجْ إذا انبَرَتْ ... جَنَادِبُ صِرِّ الأرض تدعوا إلى الظِّلِّ⁣(⁣٣)

  مِنَ المُضْرَمِ الأحشا فَلَو أنَّ مَا بِهِ ... أَصَابَ ثَبِيرَاً كَادَ من حَرِّهِ يَغْلِي⁣(⁣٤)

  إِلَى ابنَي رَضِيعِ المَجدِ مِنِّي أُلُوكَةً ... تُحَلَّى بِهَا الأورَاقُ مَعدُومَةَ الْمِثْلِ⁣(⁣٥)

  تَغَيَّبْتُمَا عَنِّي فَنِلْتُ من الأسَى ... وحَقِّكُمَا مَا لَمْ يَنَل أحَدٌ قَبْلِي

  فَصَرتُ كَسَهمٍ فِي الكِنَانَةِ مُفرَدٍ ... خَلِيعٍ بِلَا رِيشٍ لِوَامٍ ولا نَصْل

[٧٠] وله # قبل قيامه يحض يحيى بن علي⁣(⁣٦) على القيام: [الطويل/٢٧]

  أَبَتْ عَينُهُ إِلَا انسِكَابَاً وما هَمَتْ ... لِنَأيِ الغَوَانِي واندِرَاسِ المَعَالِم

  وَشَدَّ حُدُوجَ العَامِرِيَّةِ غُدوَةً ... عَلَى شَدْقَمِيَاتٍ طِوَالِ القَوَائِمِ⁣(⁣٧)


(١) الوجناء: الناقة الشديدة، وبقية الأوصاف تقدم معناها.

(٢) يُزِلّ: أي يُذهب، الشذا: أي الجرب والأذى، من صفحتيها: أي جانبيها، نعيمها: أي سمنها وصلابة بدنها، ومن قوتها لا يستطيع العلّ أي الرجل المسن النحيف أو الصغير الجسم أو الرقيق الجسم أن يعلو على الرحل أي ركاب الناقة، والمراد أن حامل هذه الرسالة إلى من وجهت إليهم لا بد أن يكون قوياً على ناقة قوية لبعد المسافة ومشقة السفر.

(٣) لا تُعوج: أي لا تعطف رأس الناقة بالزمام ميلاً إلى الراحة والظل إذا انبرت الناقة: أي إذا أتعبها وأضر بها السفر، بل تحمل وشمر وواصل السير حتى تصل، ولا تكن كالجنادب: جمع جندَب وجندُب بفتح الدال وضمها، وهو ضرب من الجراد. وصر الجندب: مثل يضرب لمن اشتد به الأمر حتى أقلق صاحبه.

والأصل فيه: أن الجندب إذا رمض من شدة الحر، لَمْ يقر على الأرض وطار، فتسمع لرجليه صريراً. والمراد لا تكن كالجنادب إذا اشتدت عليه الحرارة طار ميلاً إلى الظل والبرود.

(٤) من المضرم الأحشاء: أي بلغ هذه الرسالة من المشتعل قلبه وفؤاده لهيباً وناراً، شبه ما في قلبه من الوجد والأسى والحزن على الفراق بالنار الملتهبة، ثم بين على سبيل الإستعارة التبعية والتخييلية أن الذي في أحشاءه لو وقع على جبل ثبير بمكة لصار يغلي من الحرارة.

(٥) إلى ابني رضيع المجد: أي بلغ إلى ابني رضيع المجد، لعله # يريد سليمان بن حمزة السراجي وأخيه محمد، ولم أتمكن من معرفة هذين الرجلين الذين قصدهما الإمام # على جهة التحقق، ألوكة أي رسالة.

(٦) هو السيد الإمام عماد الإسلام يحيى بن علي بن فليته بن بركات بن حسين بن يوسف بن نعمة بن علي بن داود بن سليمان بن الإمام عبدالله بن موسى، كان من كبراء أهل البيت وفضلائهم، وأهل العلم الغزير والمعرفة، وكان ممن يشار اليه بالقيام بأمر الإمامة، وكان مؤهلاً لذلك المنصب الشريف، بايع الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # فِي صعدة سنة ٥٩٦ هـ بعد أن تحقق أهلية الإمام لذلك. انتهى من مطلع البدور.

(٧) الحدوج جمع الحِدج بالكسر: وهو المحمل أو مركب النساء يشد على البعير، والشدقميات من الإبل: نسبة إلى فحل اسمه شدقم.