[71] وقال # إلى الأمير يحيى بن أحمد ¥ في مثل ذلك: [الوافر/13]
  مُطَرِّفَةٌ غَاضَت مَقَالَ نَبِيهَا ... وَلَم تَخشَ فِي العِصيَانِ لَومَةَ لاَئِمِ(١)
  فَكم فِيهِمُ من جَاهِلٍ مُتَفَيهِقٍ ... كَرِيهِ الْمَحَيَّا كالكُبَاعِ جُراضِمِ(٢)
  غَدَاً يَدَّعِي أنَّ النَّبِيَّ شَبِيهُهُ ... فَأعظِم بِهَذَا مِن عَظِيمَةِ زَاعِم
  فَأَينَ بُنَيَّاتُ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ ... وَسُمْرُ العَوَالِي مَعْ مَوَاضِي الصَّوَارِم
  وَكُلُّ طَوِيلِ البَاعِ أَصيدَ مَاجِدٍ ... كَرِيمِ المَحَيَّا مِن ذُؤَابَةِ هَاشِم
  كَضِدِّ الرُّدَينِيِّ المُثَقَّفِ مَتنُهُ ... يُحَلِّلُ بُردَاً من بُرُودِ الأرَاقِمِ(٣)
  مُضَاعَفَةً جَذلاَءَ ذَاتَ طَرَائِقٍ ... سَلُوقِيَّةً تَغشَى ظُهُورَ البَرَاقِمِ(٤)
  فَكَم مَلِكٍ ضَاقَ الفَضَاءُ بِجَيشِهِ ... رَدَدتُمْ بِأنفٍ للضَّلاَلَةِ رَاغِم
[٧١] وقال # إلى الأمير يحيى بن أحمد(٥) ¥ فِي مثل ذلك: [الوافر/١٣]
  ألَا هل يَحمِلَنَّ لِيَ البَرِيدُ ... عَلَى خَطَرِ المَسَافَةِ مَا أُرِيدُ
  مُغلغَلَةً إِلَى بَانِي المَعَالِي ... وَمَن هُو للعلى رَكْنٌ شَدِيدُ(٦)
  سُلاَلةِ أحمدٍ مَولَى البَرَايَا ... وهَادِيهَا وقَائِدُهَا الرَّشِيدُ
  وأعظمُهَا على الأعداءِ رُكنَاً ... وأصبَرُهَا إذا اقْتَرَعَ الحَدِيدُ
  كَتبتُ إلَيهِ عن قَلبٍ جَرِيحٍ ... تُقَلِّبُهُ الخُطُوبُ كَمَا تُرِيدُ
  أَعزُّ بَنِي النَّبِي أبَاً ونَفسَاً ... هِزبَرٌ لا يَصِدُّ ولا يَحِيدُ
  بأنَّ الدِّينَ مَلبَسُهُ دَرِيسٌ ... وثوبَ الكُفرِ مَوْشِيٌّ جَدِيدُ
  تغلغلت السَلاَسِلُ فِي هوادِي ... بَنِي حَسَنٍ وأثقلَتِ القُيُودُ
  وعُطِّلَتِ المَسَاجِدُ لِلبَغَايَا ... وبَالَت فِي جَوَانِبِهَا اليَهُودُ
  كَفَى حُزْناً لِذِي لُبٍّ بِهذَا ... تَجُولُ على منابرها العَبِيدُ
(١) غاضت: أي نقصت.
(٢) تفيهق فِي كلامه: تنطع وتوسع كانه ملأ به فمه. والكباع: المرأة الذميمة. والجراضم: الأكول الواسع البطن الثقيل الوخم.
(٣) كضد أي كمثل. والرديني: الرمح، والمثقف: المسوى، والمتن من السهم: ما بين الريش إلى وسطه.
(٤) الدروع السلوقية، تنسب إلى قرية في اليمن تسمى سلوق كصبور.
(٥) هو الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى، ستأتي ترجمته، وسيذكره الإمام كثيراً هنا.
(٦) رسالة مغلغلة: أي محمولة من بلد إلى بلد.