ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[82] وقال # وكتب بها إلى السلطان عمرو بن بشر من بلاد شاكر: [الطويل/39]

صفحة 218 - الجزء 1

  ألا مَا عذرُ من أمسى عَلِيٌّ ... أبَاهُ إذَا أَتَى هُجْرَاً وعَابَا

  وَأضحَى والحرَامُ لَهُ طَعَامٌ ... وأَمْسَى والمَدَامُ لَهُ شَرَابَا

  خُذُوا عَنِّي ثَلاَثَاً واحفظُوهَا ... فَخَيرُ القَولِ أنفعُهُ مَآبَا

  أطِيعُوا اللهَ فِي سِرٍّ وجَهرٍ ... فَقد وَلَجَ السَّلاَمَةَ مَنْ أنَابَا

  وحِفْظُ بِلاَدِكُم مِن كُلِّ طَاغٍ ... يُرِيدُ يُحِلُّ سَاحَتَهَا العَذَابَا

  وحِفظُ الجَارِ بَل كُونُوا عَلَيهِ ... من الأعدَاءِ والنَّكَبَاتِ بَابَا

  خُذُوهَا مِن مُودٍ ذِي صَفَاءٍ ... رَعَى الأرحَامَ والنُّسَبَ القُرَابَا

  و إلَا فَاصدِفُوا عَنهَا وكُونُوا ... كَمُلقِي المَا إذَا نَظَرَ السَّرَابَا

[٨٢] وقال # وكتب بِهَا إلى السلطان عمرو بن بشر من بلاد شاكر⁣(⁣١): [الطويل/٣٩]

  سِرْنَا بِقَلبٍ للفِرَاقِ مُكَلَّمِ ... عَلِمَ المليكُ بِذَاكَ إن لَمْ تَعْلَم

  وجِيَادُنَا تَهْتَزُّ شَوقَاً للنَّوَى ... شَتَّانَ بين فَصِيحِنَا والأعْجَم

  قَطَعَت ْبِنَا أبَرَاً خَوائِفُ للعدَى ... والخُوفُ مِنْ نَفَحَاتِ نَارِ جَهَنَّمِ⁣(⁣٢)

  واستقبَلَت رَجْوَى مَطَارٍ شُزَّبَاً ... خَبَبَ السِّبَاعِ بِكُلِّ لَيثٍ ضَيغَمِ⁣(⁣٣)

  فتَبَرَّضَت مِنهُ شمالاً آجِنَاً ... فَعَلَى جَحَافِلِهَا كَلَونِ العِظْلَمِ⁣(⁣٤)

  مَا فَتَّرَت حَتَّى استقَرَّ قَرَارُهَا ... فِي الجوفِ قَبلَ دُجَى الظَّلاَمِ الأَقْتَم

  حُبِسِتْ بِهِ سِتَّاً لِفَرْطِ كَرَامَةٍ ... وكَأنَّهَا لِفِرَاقِكُمْ لَمْ تُكْرَم

  ثُمَّ استَعَاضَت والنَّوَى مَيَّالَةً ... مِن أرضِ أرحبَ مَعْلمَاً من مَعْلَمِ⁣(⁣٥)

  لَم تَدَّخِر فِيهَا بَقِيَّةَ عُقْبِهَا ... وتَحَمَّلتْهَا كَالأبَاءِ المُضْرَمِ⁣(⁣٦)


(١) بلاد شاكر: مابين مأرب ونجران، ومنها الجوف وبرط وخب وأملح والفرع والحضن، وشاكر: من قبائل همدان، ثم من بكيل، وهم ولد شاكر بن ربيعة بن الدعام بن مالك، وقبائل شاكر هم وائلة ودهمة.

(٢) أبراً ويسمى الآن (يبر): واد متفرع عن وادي هران، ويسيل إلى وادي الخارد من الجوف، وهو بين هران والجوف.

(٣) رجوى: اسم جبل. ومطار كقطام: موضع بين بني تميم وبني يشكر. والشزب جمع شازب: وهو الضامر. والخبب: السرعة.

(٤) البرض: القليل، وتبرضت الشيء: أخذته قليلاً قليلاً، وتبرضت الماء: كلما اجتمع منه قليل غرفه.

(٥) معلم الشيء كمقعد: مظنته، وما يستدل به.

(٦) الأباء: القصب. والمضرم: المشتعل.