ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

شعره #

صفحة 22 - الجزء 1

  الإحتساب وكان لها دور كبير في تمهيد قواعد الدعوة العامة.

الدعوة الثانية: دعوة الإمامة العظمى (العامة)

  كان له # بيعتان:

  الأولى: في شهر ذي القعدة سنة (٥٩٣) هـ من الجوف، ثم توجه إلى دار معين من أعمال صعدة⁣(⁣١) فأقام بها أربعة أشهر تنقص أياماً، اجتمع إليه فيها العلماء وأورد كل منهم سؤاله وامتحانه، وكانوا نحواً من أربعمائة عالم وفاضل وشريف، فوجدوه بحراً لا ساحل له، واعترفوا له بالفضل والسبق⁣(⁣٢).

  والثانية: يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة (٥٩٤) هـ، قال الإمام الحسن بن بدر الدين:

  «وكانت دعوته بعد أن أحرز خصال الكمال، ونال منها أشرف منال، وكان معروفاً بالنشأة الطاهرة، والعلوم الباهرة، والورع المعروف، والكرم الموصوف، والشرف والسخاء والنجدة والوفاء، فاجمع لاختباره علماء عصره، وسادات وقته، من الأمراء والأشراف، والقضاة والفقهاء وغيرهم من المسلمين، فناظروا في جميع الفنون، وامتحنوه أشد الامتحان حتى إن عالماً واحداً سأله عن خمسة آلاف مسألة في الأصول والفروع وعلوم القرآن والأخبار، وأجابه عنه # بأحسن جواب.

  فلما رأى العلماء وسمعوا من علمه ما شهد له العيان، وينطق به الامتحان، ويعجز عنه أرباب البيان سمعوا له وأطاعوا، وأجابوا واتبعوا، وكانت البيعة له # يوم الجمعة لثلاث عشر من ربيع الأول سنة (٥٩٤) هـ⁣(⁣٣). انتهى.

  ثم إن الإمام # توجه بمن معه من العلماء إلى المسجد الجامع الشريف بصعدة مسجد الإمام الهادي إلى الحق # وقد امتلأ وغص بالعلماء والفضلاء.

  فقام الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد خطيباً في الناس وكان من قوله: «يا جميع المسلمين: إنَّا قد أطلنا خبرة هذا الإمام، وشهدنا بفضله، وإنه أحق الناس بهذا المقام، وقد تعينت علينا وعليكم الفريضة ولزمت الحجّة، فهلموا فبايعوا الإمام واستبقوا إلى شرف هذا المقام».

  ثم إنه تقدم ومد يده فبايعه الإمام، ثم تقدم صنوه الأمير بدر الدين محمد بن أحمد فبايع، ثم تقدم بعدهما


(١) دار معين تسمى الهجرة، وهي تقع في الجنوب من صعدة، وبها مسجد للإمام المنصور بالله #.

(٢) اللآلئ المضيئة للشرفي: الجزء الثاني - خ -، الحدائق الوردية (٢/ ٢٧٥).

(٣) أنوار اليقين - خ -.