[97] وقال # يوم أخذ الجنات وأراد التقدم إلى شبام ثم إلى صنعاء فجاءت كتب السلطان علي بن حاتم يسأل الغفلة خوفا على أخيه بشر بن حاتم وهو في الإعتقال عند إسماعيل
  وَخِفُّوا نَحوَ هِجرَتِهِ جَمِيعَاً ... تَحُوزُوا الفَخرَ فِي يَمَنٍ وشَامِ(١)
[٩٧] وقال # يوم أَخَذَ الجنات وأراد التقدم إلى شبام ثم إلى صنعاء فجاءت كتب السلطان علي بن حاتم يسأل الغفلة خوفَاً على أخيه بشر بن حاتم وهو فِي الإعتقال عند إسماعيل(٢)
  : [الطويل/٢٩]
  دَعَا ذِكرَ أَيَّامِ اللِّوَى وشَقَائِقِهِ ... وَبَارِقِ مَجرَى السَّابِقَاتِ وَبَارِقِه
  وَرَسْمَاً كَوشْمِ الكَفِّ عُرِّضَ فَوقَهُ ... أو الوَحيُ فِي ألوَاحِهِ ومَهَارِقِهِ(٣)
  ومَرْتَاً كَأنَّ الرَّيحَ فِيهِ طَلِيعَةٌ ... لِآرَامِهِ مَندُوبِهِ ونَقَانِقِهْ(٤)
  وَلَا تَذكُرَا إِلَا الجِيَادَ عَوَابِسَاً ... وغاراتِها يَومَ الهِيَاجِ ومَارِقِهْ
  وَصَبْرَي - ومَا فخراً أرَدتُ - لِعَارِضٍ ... مِنَ الخَيلِ مِثلُ البَحرِ مَوجُ سَوَابِقِهْ
  فَلَم أبتَئِس مِن لاَمِهِ ورُكَامِهِ ... هُنَاكَ وَلَمْ أَصعَق لِوَقعِ صَوَاعِقِهْ(٥)
  ومَا هَذِهِ الأحدَاثُ إِلِّا أَدِلَّةٌ ... لِمَا كَانَ فِي مَاضِي القضَاءِ وسَابِقِهْ
  فَقَد جُعِلَت عِندِي تَهُونُ لِأنَّنِي ... دَفَعتُ الذِي لَا أستَطِيعُ بِخَالِقِهْ
  وَلَا مثلُ مَا أَسأَرْتَ يا بِشرُ فِي الحَشَى ... فَهَل قَائِلٌ صِدقُ المَقَالِ لِصَادِقِهْ(٦)
  فَإن مَرَّ بِشْرٌ مَرَّةً فَلَطَالَ مَا ... طَعِمنَاهُ كَالشُّهدِ المُشَارِ لِذَائِقِهْ
  وَهَل تَمنَعَنْ مِن حِفظِيَ الوُدَّ فُرقَةٌ ... وَكَم حَافِظٍ مَحضَ الإخَا لِمُفَارِقِهْ
  أبَا حَسَنٍ لَا تُصغِ سَمعَاً لِمَارِقٍ ... مِن الدِّينِ مَطبوعِ الفُؤَادِ مُنافِقِهْ
(١) خِفوا: أي هاجروا إليه خفافاً أو جماعات.
(٢) هو الملك المعز إسماعيل بن طغتكين بن أيوب، ملك بعد وفاة أبيه، سنة (٥٩٣) ه، كان مجرماً مصراً على الظلم وشرب الخمر، أهوج كثير التخاليط، حتى أنه ادعى أنه قرشيّ من بني أمية، وخطب لنفسه بالخلافة وتلقب بالهادي، وقيل كان مولعاً بذبح بني آدم وأكل لحومهم، وكان سيء السيرة مع أجناده وأمرائه، وأخاف مماليك أبيه، فهرب منهم طائفة، وكان معظم جنده من الأكراد، فوثبوا عليه فقتلوه في رجب سنة (٥٩٨) ه، خارج مدينة زبيد، واستمر ملكه خمس سنوات.
وأما قضية اعتقال بشر بن حاتم: فهو أن إسماعيل راسل السلطان علي بن حاتم واتفق الأمر بينهما على أن يدخل علي بن حاتم في طاعته ويعطيه صنعاء وحلف له على ذلك، فذهب إليه بشر بن حاتم وولداه حاتم وعمرو، بعد أن أمنهم، فلما وصلوا إليه أمسكهم.
(٣) المراد بالوحي هنا: الكتابة أو الرسالة، بمعنى الشيء المكتوب. المهارق: جمع مُهرق كمُكرم: الصحيفة.
(٤) المرت: المفازة بلا نبات، أو الأرض لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها. الآرام: الأعلام، وهي أحجار تجمع وتنصب فِي المفازة يهتدى بها.
(٥) اللأم جمع لأمة وهي الدرع. والركام: الجموع.
(٦) اسأرت: أي أبقيت.