ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

شعره #

صفحة 25 - الجزء 1

  وقائماً مكن الرحمن وطأته ... على البرية من بيض ومن سود

  الله أتاك ما لم يؤته أحداً ... من الأئمة من نصر وتأييد

  أجابك الناس من شام ومن يمن ... ملقين في كل أمر بالمقاليد

  إلى أن قال:

  هذا الإمام الذي كنا نؤمله ... وكان يُروى بتصحيح الأسانيد

  إلى أن قال:

  قد اختبرناه خُبْرَ العارفين له ... حق اليقين ولم نقنع بتقليد

  فكان في الخُبر أوفى منه في خبرٍ ... مستحسن كنسيم المسك محمود

  إلى آخرها، ووردت على الإمام # الكثير من المكاتبات والمراسلات من الكثير من المناطق من المشائخ ووجوه الأقوام بتسليم البيعة والانقياد والطاعة، والشرح في هذا يطول.

  وممن وفد إلى الإمام: داوود بن عبيد الخيبري الزيدي من خيبر، وفد لما بلغته دعوة الإمام ووصلت إلى خبير والمدينة، فلباها وأجابها، وكان من علماء وقته وفضلاء زمانه، وكان شديد الاجتهاد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله.

  وممن وفد إليه #: محمد بن سليمان العنسي في جماعة من أصحابه من نهج تهامة وهم زيدية.

ولاة الإمام # وقواده

  وبعد أن تم الأمر وعقدت البيعة قام الإمام # بتولية الولاة، ووضع القضاة في البلدان، وكان لَه # من الولاة والأنصار الذي بذلوا أنفسهم ونفيسهم ومجهودهم في سبيل طاعة الله وطاعة الإمام #، ونذكر بعضهم:

  فمن خيار أنصاره وولاته: الأمير الكبير الداعي إلى الله شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى $، فقد كان له من الإجتهاد والعناية ما يليق بمثله، على كبر سنه وضُعفه فعمره إذ ذاك في عقدِ السبعين، فقد بذل نفسه في سبيل الدعاء إلى الله وإلى طاعة الإمام #، وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله حتى تورمت قدماه من السير في بعض نواحي المغرب، ولاه الإمام # شام بلاد خولان وبني جماعة والأبقور وبني بحر والأهنوم، ولما أرسله الإمام إلى خولان داعياً للقبائل إلى البيعة حضرت قبائل خولان على أصنافها الأشراف والمشائخ والقضاة فبايعوا وأجابوا ومواقفه في نصر دين الله عظيمة.

  وقد توفي رحمة الله عليه سنة (٦٠٦) ه، وعمره (٧٩) سنة، وقبره في هجرة قطابر مشهور مزور، ورثاه