ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[110] وأنشأ # كتابا إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس صحبه هذا الشعر مع بريد وصل من الحجاز [سنة ثمان وتسعين وخمسمائة]: [الطويل/34]

صفحة 257 - الجزء 1

  إنِّي عَلَى العَهدِ لَمْ يَنقُضهُ حِلْفُكُمُ ... لِلنَّاكِثِينَ وَلَا تَقْرِيبُ أضدَادِي

  مُجَرِّدٌ لِحُسَامٍ غَيرُ مُنحَسِرٍ ... مُسَدِّدٌ لِأَصَمٍّ غَيرُ مُنآءدِي

  أَنَا الذِي عَجَمَتْنِي الحربُ مُعجَمَهَا ... صَمَّاء كَمَا الفَحلِ فِي بطحَاءِ أجيَاد

  فَإنْ أَتَانَا رَسُولٌ منكم ورَدَتْ ... شُعثُ النَّوَاصِي جِيَادٌ تَحت أَجوَاد

  تُردِي بِكُلِّ طَوِيلِ البَاعِ هِمَّتُهُ ... ضَربُ الكَمِيِّ بِمَاضِي الحَدِّ قَدَّادِي

  كَعَارِضِ المَوتِ أو كَالسَّيلِ من بَلَدٍ ... نَاءٍ يَضِيقُ بِهِ مُستوسِعُ الوَادِي

  مِن هَاشِمِ الصِّيدِ من أَعلَى الوَرَى حَسَبَاً ... فِي العَالَمِينَ وأَعرَابٍ وأكَرَاد

  فِي الشَّرقِ والغرَبِ غَارَاتٌ لَهُم شَهِدَتْ ... بِهَا المَلاَحِمُ فِي غَورٍ وأنجَاد

  كَم شَاهِدٍ عِندَكُم غَابَتْ مَنَافِعُهُ ... عِنكُم وإنَّا لَغُيَّابٌ كَشُهَّاد

  إن شِئتُمُ الحربَ عَقَّدنَا سَبَائِبَهَا ... صُبحَاً وكُنَّا كَفَرَّاطٍ لِوُرَّادِ⁣(⁣١)

  أو شِئتُمُ السِّلمَ فَالأقوَامُ شَأنُهُمُ ... أَكْلُ المُسَالِمِ فِعلَ الخَاتِرِ العَادِي

  وَهذِهِ عَادَةٌ مِنهُم مُجَرَّبَةٌ ... أَبعدَ عِرفَانِ غَشٍّ حَكُّ نقَّاد

  لَهُم حَبَائِلُ مِن غَدْرٍ ومن ذِمَمٍ ... لَا كَالحَبَائِلِ مِن أَوتَارِ صَيَّاد

[١١٠] وأنشأ # كتَابَاً إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس صحبه هذا الشعر مع بريد وصل من الحجاز [سنة ثمان وتسعين وخمسمائة]: [الطويل/٣٤]

  سَلِ الخَيلَ يومَ الرَّوعِ إن كُنتَ سَائِلَا ... وَدَع ذِكرَ أَيَّامِ الصِّبَا والمَنَازِلَا

  ومَا ذِكرُ دَارِ الحَيِّ دُونَ سُوَيقَةٍ ... إلَى النَّخلِ فَالعَرَجَيْنِ إلا أبَاطِلَا⁣(⁣٢)


(١) فرط القوم: يفرطهم فرطاً تقدمهم إلى الوِرد لإصلاح الحوض والدلاء وهو الفُرَّاط. والوارد: السابق إلى ماء البئر.

(٢) سويقة: منطقة بالحجاز، مكان من وادي حزرة جنوب غربي المدينة على ٥١ كم تقريباً، وبها آثار عين داثرة لا زالت رسوم أحواض الماء، ومجاري العين التي تصب في بركة كبيرة يبلغ ضلعها (١٩.٥٠) متراً، أما ارتفاعها فقد اندفن، وفي سفوح الجبال آثار قصور تحولت إلى أكوام حجرية لا تتميز، وهي المعروفة بسويقة الهاشميين، وتعرف بسويقة عبد الله بن الحسن، وكان فيها سكن الأشراف الموسويين، وفيها تخفى الإمام عبد الله الجون بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وفيها توفي وبها قبره، وقد أخربت عدة مرات أخربها أبو جعفر الدوانيقي لما تخفى فيها محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فلما خرج النفس الزكية وقتل أخربها الدوانيقي، ثم أخربها أبا الساج بأمر المتوكل العباسي لما خرج الإمام محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن ثائراً، فخرج أبا الساج في جيش عظيم إلى سويقة فأخربها وقطع نخلها وزروعها وبيوتها، وبها مقبرة بأسفل الجبل بها قبور لأهل البيت، وقبر في سفح الجبل لعله قبر عبد الله بن موسى والله أعلم.

وادي النخل: يطلق اليوم على وادي الفرع لكثرة نخيله، ووادي الفرع كان فيه سكن آل علي قديماً. =