ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[120] وقال # في وقعة شبام وقد أبلى فيها عماد الدين وقاتل بالسيف في رجب سنة (600) ه، وفيها قتل فخر الدين مرحب بن سليمان السهلي الحرازي: [الطويل/36]

صفحة 282 - الجزء 1

  شَغُفُوا بِكَسبِ المَكرُمَاتِ وبِالعُلَى ... شَغَفَ الفَرزدَقِ قَادِمَاً بِنَوَارِ⁣(⁣١)

  إن تَلقَهُم لَمْ تَلقَ إِلَا كَاتِبَاً ... أو خَاطِبَاً أو قَارِئَاً أو قَارِي⁣(⁣٢)

  أو مُرشِدَاً فِي العِلمِ أو مُستَرشِدَاً ... أو قاَئدَاً للجَحفَلِ الجَرَّار

  أو كَاشِفَاً خَطبَاً عَظيمَاً بَاهِضَاً ... ثِقلاً لِحَيَّي يَعْرُبٍ ونِزار

  أنتُم يَمِينُ الحَقِّ فَاحْمُوا سَرْحَهُ ... مِن كُلِّ أطلسَ خَاتِرٍ مِغْوَارِ⁣(⁣٣)

[١٢٠] وقال # فِي وقعة شبام وقد أبلى فيها عماد الدين وقاتل بالسيف فِي رجب سنة (٦٠٠) ه، وفيها قتل فخر الدين مرحب⁣(⁣٤) بن سليمان السهلي الحرازي: [الطويل/٣٦]

  كَفَيتَ وَلَمْ نَحْضُرْ ومَا زِلتَ كَافِياً ... وَعُفْتَ الرِّماحَ إذ هَوَيتَ المَوَاضِيَا

  وكُنتَ شَجَاً بين الوَرِيدَينِ نَاشِبَاً ... لِمَنْ كَانَ للدِّينِ الحَنِيفِيِّ قَالِيَا

  دُعِيتَ عِمَادَ الدِّينِ لَمَّا عَمَدتَهُ ... وأَلقيتَ فِي الأرجَاءِ مِنهُ المَرَاسِيَا

  عَصَيتَ العَذُولَ فِي مُكَافَحَةِ العِدَى ... وظِلْتَ بِمَطْرُورِ الغِرَارَينِ عَاصِيَا⁣(⁣٥)

  وَعارَضتَ مَوجَ الخيلِ منكَ بِقَاصِفٍ ... مِنَ الرِّيحِ تَلقَى طَافِحَ المَوجِ سَاجِيَا

  تَعَاوَتْ عَليكَ الكُرْدُ من كُلِّ جَانِبٍ ... فَجَرَّدْتَ عَزْمَاً يَترُكُ الليثَ سَاهِيَا

  فَلَو حضَرَتْ من صِيدِ قَوْمِكِ فِتيَةٌ ... فَلَاقَوا بِهَا طَعنَاً يُشِيبُ النَّوَاصِيَا

  وكَانَت لَهُم من دُونِ شَخصِكَ وَقعَةٌ ... عَلَى الضِّدِّ بِكْرَاً فَحمَةً هِيَ مَا هِيَا

  عَلَى أَنَّ رَهطَاً من سُلَالَةِ حَيدَرٍ ... أجابُوا إلَى طَعنِ النُّحُورِ المُنَادِيَا

  وقَامُوا مَقَامَاً لَمْ يُشِنْهُمْ حديثُهُ ... وطالَ بِهِ من كَانَ فِي البُعدِ نَائِيَا


(١) نوار بنت أعين بن ضبيعة المجاشعي زوجة الفرزدق.

(٢) فِي هذا البيت جناس تام: المراد بقارئ الأول من القراءة. والثاني من القَرْي وهو الضيافة.

(٣) الأطلس: الرجل إذا رمي بقبيح، أو الذئب الأمعط في لونه غبرة إلى السواد، شبههم به لغدرهم.

(٤) فخر الدين مرحب بن سليمان الزواحي الحرازي من أهل الورع والدين والمتابعة والموالاة الصادقة للإمام المنصور بالله #، ومن الثقات المأمونين عند الإمام # وله مرتبة ودرجة رفيعة عنده، وله مواقف صادقة تدل على ولائه وإخلاصه، وكان أحد رسل الإمام # للمفاوضات والإصلاحات، ذكر له فِي السيرة المنصورية مواقف كثيرة، وكان قوي العزيمة، شديد الشكيمة، مشهوراً بالشجاعة، وَلَمْ يزل مرابطاً ومجاهداً فِي سبيل الله وناصراً للإمام بقلبه ولسانه ويده حتى توفاه الله شهيداً فِي وقعة شبام فِي شهر رجب سنة ستمائة.

(٥) المطرور: المحدود، طررت السنان: حددته. والغرار: حد الرمح والسيف والسهم، والغراران: شفرتا السيف.