شعره #
  فهؤلاء أشهر ولاة الإمام وقواده، وقد اشتملت السيرة المنصورية على ذكر كثير ممن ذكرنا وممن لم نذكر.
المناطق والبلدان التي وصلت إليها دعوة الإمام #
  لم تكن دعوة الإمام المنصور بالله # مقتصرة على اليمن فحسب، بل بلغت دعوته الأصقاع، وبلغ صيت دولته في كل بلد وذاع، ولم تكن مقصورة على الوطن العربي أو الجزيرة العربية بل أجابتها غيرهم من دول العجم.
  فلما بلغت ملوك العالم إذ ذاك دعوته سارعوا في إجابتها، وإجراء الأوامر الإمامية المنصورية بها، واستقبلوا رسل الإمام وعماله وأكرموهم، فمن المناطق التي وصلت إليها دعوته #:
أولاً: مكة المشرفة والمناطق الحجازية
  وكان أميرها الأمير الفاضل الشريف أبا عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسن بن سليمان بن علي بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب #.
  أرسل إليه الإمام # جماعة ومن أصحابه فيهم الفقيه العلامة القاسم بن شبيب رحمة الله عليه، وأهدى له الإمام خيلاً مالها في عصرها ثانٍ في الجودة.
  فبايع أبو عزيز قتادة بن إدريس للإمام # على يد القاسم بن شبيب، فأنفذ الإمام ولاته وعماله إلى الحجاز وقبضت له الحقوق الواجبة من قبائل الحجاز من بَليّ وعدوان وجهينة ومزينة وهذيل وسليم وحرب ووسائل الرس وعرض السيالة، وجدد البيعة على الفقية علي بن أحمد الأكوع، وكان أبو عزيز أحد أنصار الإمام ودارت بينهما مودة وثيقة، وخطب للإمام # بمكة والحجاز وينبع والصفراء وبلاد نجد وبعض أطراف المدينة التي كانت تحت يد الأمير قتادة، وجرت فيها الأحكام الإمامية المنصورية، وطهرت مكة من أدناس الفسق والمعاصي، وكم قصيدة شعيرة أرسل بها الإمام # إليه، وأثنى عليه فيها، والقصائد التي احتوى عليها هذا الديوان التي أرسل بها الإمام إلى الأمير قتادة، تدل دلالة واضحة على متانة العلاقة بينهما، وقوة الروابط، وتفصيل الأخبار يطول(١).
ثانياً: الجيل والديلم
  كان داعي الإمام # إلى الجيل والديلم الفقيه العلامة محمد بن أسعد المرادي المذحجي،
(١) السيرة المنصورية (١/ ٥٤ - ٨٠) مطلع البدور (٣/ ٦).