[127] وقال # إرتجالا في قاع بهمان في سنة ستمائة: [الطويل/18]
  إذَا مَا الخَيلُ ضَيَّعَهَا أُنَاسٌ ... وظَنُّوا بِالصَّبُوحِ وبالغَبُوق
  مَنحْنَاهَا الوِدَادَ وَلَمْ نُسَوِّفْ ... صَنِيعَتَهَا بِبِرٍّ أو عَلُوق
  وَنَضرِبُ حينَ تَشتَجِرُ العَوَالِي ... ونَطعَنُ حينَ تَرمِي من سَحِيق
  ونَقضِي كُلَّ مَأرُبَةٍ عَليهَا ... مِن الغَارَاتِ والضَّرْبِ الفَهُوقِ(١)
  ألَا أَبلِغ أبَا إسحَاقَ عَنِّي ... مَقَالَةَ ذِي مُصَاوَلَةٍ صَدُوقِ(٢)
  سَتعلَمُ إن أضَافَ صَدَاكَ عِلمَاً ... بَأيَّامٍ على الأعدَاءِ رُوقِ(٣)
  سَنجزِيهِمُ دُهَاقاً عن دُهَاقٍ ... ونَقضِيهِم سَعُوطَاً عن نَشُوقِ(٤)
  ونَقطَعُ ظَهرَهُم بِمُرَوِّعَاتٍ ... خَلاَئِفَ للغُرُوبِ وللشُّرُوقِ(٥)
[١٢٧] وقال # إرتجالَا فِي قاعِ بُهمَان فِي سنة ستمائة(٦): [الطويل/١٨]
  أَهمَدَانُ مَا صِفِّينُ غَابَ حَدِيثُهَا ... عَلَيكُم وَلَا أمرُ الجِهَادِ المُقَدَّمِ(٧)
  سَمَتْ للعُلَى فيها بَكِيلٌ وحَاشِدٌ ... بِكُلِّ رَحِيبِ البَاعِ أَجرَدَ شَيْظَمِ(٨)
  غَدَاةَ سَمَا فِيهَا ابنُ قَيسٍ بِخَيلِهِ ... بِسَبعِينَ ألفَاً بَينَ رَامٍ ومُلْجَم
  تَظَلُّ بناتُ الأعوَجِيِّ وَلاَحِقٍ ... تُجَارِي بُنَيَّاتِ الجَدِيلِ وشَدْقَمِ(٩)
(١) الفاهقة: الطعنة التي تفهق بالدم أي تتصبب.
(٢) أبو إسحاق: أراد به أخاه الشهيد صارم الدين إبراهيم بن حمزة.
(٣) الصدى: جسد الآدمي بعد موته. وروق: أي عظيمة.
(٤) كأس دهاق ككتاب: ممتلئة أو متتابعة. والسعوط كصبور: الدواء الذي يصب في الأنف.
(٥) أي متخالفة: بمعنى متنوعة متعددة.
(٦) فِي السيرة المنصورية المجلد الأول ص (٤٠٩): ولمَا رأى الإمام # تثاقل العرب عن نصرته وميلهم إلى الغز مع مَا يلحقهم من الإهانة والاستخفاف، وقلة الانصاف، وصلح همدان وبني شهاب، وسنحان وقودهم لمحاربته مع الغز إلى كل مكان، وتهافت الأشراف إليهم وأنسهم بهم بعد الوحشة، وانكار النسب الشريف، وخذلان الشيعة المطرفية واجتهادهم فِي توهين أمره، وتثبيط الناس عن طاعته والطعن عليه والسب، ووقوفهم للراحة فِي هجرهم بعد البيعة، والإعتارف بصحة إمامته # مراراً كثيرة فِي مواقف مشهورة قد تقدم ذكرها فأنشأ أبياتاً يحض العرب فيها على يصلحهم، ويؤنبهم على عدوهم ويذكر الأشراف ومَا جرى قبل قيامه من الإستخفاف.
(٧) عدد الجيش الذي من همدان يوم صفين عشرة آلاف فارس وثمانية آلاف راجل، والسبعين الآلف عدد جيش أمير المؤمنين #، وسعيد بن قيس أكبر قواده. تمت من حاشية الأصلية.
(٨) الشيظم - كحيدر -: الطويل الجسم الفتي من الإبل والخيل والناس.
(٩) الجديل وشدقم - كجعفر -: فحلان كانا للنعمان بن المنذر، ومنه: الشدقميات من الإبل.