ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[129] وقال # لما قتل الحسن بن الناصر |، وذكر المستشهدين سنة (601) ه: [المنسرح/44]

صفحة 296 - الجزء 1

  فكم زَاخِرٍ طَامٍ بَسَطتُ لَهُ يَدِي ... وَكم حَادِثٍ صَعبٍ ثَنيتُ له عِطْفِي

  وأيَّةُ يومٍ قُلتُ للحربِ جَنِّبِي ... ومِن أيِّمَا خَطبٍ عَضَضَتُ على كَفِّي

  أمَا والجِيَادُ الجُردُ تُرْدِي إلى الوَغَى ... بصِيدٍ كأمثالِ المُهَذَّبَةِ الغُضْفِ⁣(⁣١)

  لَئِن لَمْ يَقُمْ سُوقُ الهُدَى لا تركتُهَا ... تَنَامُ إذَا رِيعَ السَّنَامُ من الخُفّ

  أأشياعَ زَيدٍ دَعوةٌ عَلَوِيَّةٌ ... أَجَابَ لَهَا قَلبِي وصَاحَبَهَا طَرْفِي

  هَلُمُّوا إِلَى دَاعٍ دَعَاكُم إِلَى الهُدَى ... بَصِيرٍ يِحُطِّ اللَّجَّ ميمنَةِ القَفِّ⁣(⁣٢)

  فَمَا يَستَوِي المُستَبصِرُونَ بِدِينِهِم ... وقَومٌ حُيَارَى يَعبُدُون عَلَى حَرْف

  ومُستَقدِمٌ فيمَا أَتَاهُ عَلَى هُدَى ... وكَالقَهقَرَى غاوٍ يَسِيرُ إِلَى خَلْف

[١٢٩] وقال # لَمَّا قتل الحسن بن الناصر⁣(⁣٣) |، وذكر المستشهدين سنة (٦٠١) ه: [المنسرح/٤٤]

  يَا دهرُ أَطلِق يَدَيكَ بالمِنَنِ ... فطَالَ مَا قد سَمَحتَ بالمِحَن

  كَم لَك من غَارَةٍ بِحَادِثَةٍ ... تَصدَعُ قَلبَ المُجَرِّبِ الفطِن

  تَبْرِي بِأحدَاثِكَ التِي عَظُمَتْ ... جِسمِيَ بَريَ القِدَاحِ بالسَّفَنِ⁣(⁣٤)


(١) هذبه: قطعه ونقاه وأخلصه وأصلحه. والأغضف من السهام: الغليظ الريش، ومن الأسد: المتثني الأذنين أو المسترخيهمَا أو المسرتخي أجفانه العليا على عينيه غضباً أو كبراً.

(٢) اللج: اسم من أسماء السيوف.

(٣) الشيخ العلامة الحسن بن ناصر بن يعقوب بن عامر العذري الشتوي الزيدي - والد الشيخ العلامة الحافظ عمران بن الحسن الشتوي - كان عالمَا فاضلاً تولى الكتابة للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #. وكان من رسل الإمام المنصور بالله # وأعوانه، وله عنده منزلة ريفعة وكان له عناية عظيمة فِي إصلاح الناس وتقريبهم إلى الإمام وعامرة قلوبهم بمحبة الإمام # خصوصاً السلاطين آل حاتم، فقد قرأوا عليه فِي علم الكلام فكان سبباً طاعتهم للإمام وامتثالهم لأمره. انظر السيرة المنصورية ج ١ ص ٨٣، مطلع البدور.

وكان قتله غدراً على يد وردسار وذلك مذكور فِي السيرة المنصورية ج ٢ ص ٥١٠ وهو أن الحسن بن ناصر كان هو سبب الإتصال والإصلاح فيمَا بين الإمام وبين السلاطين آل حاتم، وكان الإمام قد أرسله لتجديد الصلح بينه وبين وردسار، وكان خائفاً من وردسار فساله منشوراً وأماناً على نفسه ومتصرفاته فأعطاه مَا سأله، ومن الأمان فوق مَا طلب، فأمن الشيخ الحسن، فلمَا تم الصلح عاد إلى ذمرمر، وكان جماعة يقرئهم فِي أصول الفقه ثم طلب من الإمام إن يأذن له فِي العودة إلى المنظر وهي فِي شمال صنعاء قريباً من بلاد بني الحارث، وكان له بِهَا دار قد خرب جانب منها فِي حالة خوفه من الغز، فأذن له الإمام بعد مدافعة شديدة والحاح شديد، فذهب ومعه الذين يقرؤون عليه فأمسوا فِي المنظر شمال صنعاء فأرصد له وردسار العيون فخرج فِي المدينة على دابة وهو آمن ومعه المنشور والأمان الذي من وردسار فوثبوا عليه فقتلوه ظلمَاً وعدواناً، ومضى | شهيداً. ثم انشأ الإمام هذه القصيدة.

(٤) القِدح - بالكسر -: السهم قبل إن يُراش وينصل، أو العود، والجمع قداح. والسفن: الفأس، والسفن جلد السمك الذي تحك به القدحان أو السهام وقد يجعل من الحديد مَا تسفن به الخشب.