مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
  
  الحمد لله الأول بلا ابتداء، الآخر بلا انتهاء، الدائم بلا فناء، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأبناء، الخالق لما أراد، والمعيد لما أفنى وأباد، صادق الوعد والوعيد، المنزه عن ظلم العبيد، لم يقضِ بالظلم والفساد، بل حكم بالعدل والرشاد، أحمده لفضله، وأستدل عليه بفعله، وأصفه بعدله.
  وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة مؤداها الإيمان، نطق بها اللسان، واعتقدها الجنان، وعمل مقتضاها الجوارح والأركان، ثقيلة في الميزان، مرضية للرحمن.
  وأشهد أن محمداً عبده ومختاره الأمين، ورسوله إلى الخلق أجمعين، بعثه على حين فترة من الرسل، واختلاف من الملل، فبلغ الرسائل، وأوضح الدلائل، وأنذر القبائل، حتى سطع نور الحق والهدى، وانقشع سربال الغي والردى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار المنتجبين الأخيار.
  وبعد:
  فإن من النعم التي يجب شكرها، ولا يسع المكلف كفرها، ما مَنَّ الله علينا به، وأوجب علينا حمده بسببه من وجود أهل البيت $، والعثور على علومهم التي بها يُهدى الأنام، ويُشفَى السِّقَام، ووجود الكثير من سلسلة علومهم، وينابيع كتبهم وحِكمهم، ومجاميع درر ألفاظهم، وما كتبته أيديهم، التي بها تنشرح الصدور، وتزدادُ الفرحةُ والحبور، ويتضح الهدى والنور، لتكون مَدْرَساً للمتعلمين المبتدئين، ومرجعاً للعلماء العاملين، ووسيلة لمعرفة الحق المبين.
  منها تستخرج أحكام الحلال والحرام، والشرائع والأحكام، كيف لا؟ وهم قرناء القرآن، وأمناء الرحمان، ينفون عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، كما قال جدهم خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، حفظة الدين الحنيف، والمجددون للشرع الشريف، والذابون لأهل الزيغ والتحريف.
  وقد خرج بحمد الله الكثير الطيب من كتبهم والبقية في طريقها للإخراج إن شاء الله تعالى.
  ومن جلائل تلك الكتب، وجواهر تلك الصحف، كتب الإمام الأعظم، والبخر الخضم، والبدر الأتم، مجدد الدين في المائة السادسة الهجرية، والمجاهد في سبيل ربّ البرية، المنصور بالله ربّ العزة عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة عليه وعلى آبائه السلام، وقد طبع بحمد الله أكثرها وجلها.