ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

شعره #

صفحة 30 - الجزء 1

  والقاضي محمد بن قاسم بن نصير، فبايع له جميع من بها من الزيدية وشاع فيها ذكره، وخطب له في مساجدها، وصُلّيت الجمع، وقبضت له الحقوق الواجبة، وجاهدوا من يليهم من المجبرة والمجسمة والباطنية، فعمهم الله بالخير والخصب بعد الشدة والقحط، وأقيمت عندهم الحدود وكان الأوامر النبوية جارية فيها على الوجه الذي تجري فيه في نواحي اليمن⁣(⁣١).

  قال في الحدائق الوردية: ولقد أخبرنا من نثق به، وهو الفقيه الفاضل حمزة بن محمود الجيلاني، من شدة تشددهم في ذلك - أي في القول بإمامة المنصور بالله - بما يكثر، حتى أن رجلاً من علمائهم ظهر منه تخذيل عن بيعة الإمام #، فلما علم بذلك بعض الأكابر من العترة $، وهو الأمير السيد ظهير الدين أبو طالب يوسف الثائري الحسيني قدس الله روحه أمر من صلبه، وكذلك في صورة تشبه هذه، طرد أيضاً رجلاً من علمائهم المشهورين من بلد إلى بلد لتوقفه في إمامة الإمام، حتى صفت له # الأمور فيها، وكانت الأموال تصل في كثير من السنين من جهتهم.

  ولم يعلم أنه اجتمع لأحد من أئمتنا $ ما اجتمع له من انتظام أمور اليمن والحجاز وجيلان وديلمان قبله #، وكذلك فإن جميع من في جهات الري كلهم اعتقدوا إمامته، وعلا صيته في جميع الأقطار.

ثالثاً: خوارزم

  وكان ملكها علاء الدين⁣(⁣٢) شاه شاه - أي ملك الملوك - فكتب له دعوة يدعوه فيها إلى طاعة الله وإلى البيعة، واتصلت به على يد العالم الكبير شيخ الطوائف مجد الدين يحيى بن إسماعيل بن علي بن أحمد الجويني الحسيني وكان متبحراً في العلم، فلما وصلت بالملك أجازه إجازة سنية، وأعطاه مالاً، ورفع من رتبته، وكان ملك خورازم من المحققين في العدل والتوحيد وأهل بلده معروفة بذلك، وكانوا يعتقدون من كفر المجبرة والمجسمة كعقيدة الإمام #، ولهم معرفة بحق أهل البيت $.


(١) الحدائق الوردية (٢/ ٢٩٠)، اللآلئ المضيئة، التحفة العنبرية - خ -.

(٢) هو علاء الدين محمد بن علاء الدين تكش، كان فاضلاً عالماً بالفقه والأصول، مكرماً للعلماء ومحباً لهم، محسناً إليهم، مقرباً لأهل الدين ومعظماً لهم مقبلاً عليهم، متبركاً بهم، وكانت ولايته إحدى وعشرين سنة وشهوراً، اتسع ملكه، وعظم محله، ملك من حد العراق إلى تركستان، وملك بلاد غزنة وبعض الهند، وملك سجستان وكرمان وطبرستان وجرجان، وبلاد الجبال وخراسان وبعض فارس، ولما دخل التتر في جيش عظيم إلى خوارزم وملكوا سمرقند، خرج هارباً حتى وصل إلى قلعة مازندران، وبها توفي سنة (٦١٧) ه.