أولا: فتح صنعاء
رابعاً: دمشق (حلب)
  وملكها غازي بن صلاح الدين بن يوسف بن أيوب، وردت كتبه إلى الإمام # سنة إحدى وستمائة والوارد بها رجل من ولد النفس الزكية.
  وعلى الجملة الأمر كما قال الفقيه حميد الشهيد رحمة الله عليه: «وكان # قد رزقه الله تعالى من حسن الصيت وارتفاع الذكر، وحسن الأحدوثة، والثناء الجميل ما قل مثله لمن مضى من أئمة الزيدية $) انتهى.
أهم المعارك والحروب
  ولما انتشرت دعوة الإمام # في ربوع اليمن قاد الجنود، وحمل الرايات والبنود، إلى محاربة المفسدين، وتطهير الأرض من المعتدين، ونشر العدل والإنصاف بين أوساط المسلمين، وفتح البلدان التي قد سيطر عليها الغزاة، وإقامة الجُمع، وتولية القضاة فيها، وقد أيده الله ø بانتصارات عظيمة، وجعل له هيبة في قلوب أعدائه، ومكانة رفيعة في قلوب أولياءه، فكانت الملوك والقواد ترجف رعباً وخوفاً من هيبته، لما يشاهدوه من بسالته وشجاعته، وكان من أشهر تلك الفتوحات، وأعظم الإنتصارات ما يلي:
أولاً: فتح صنعاء
  كان فتح صنعاء في شهر الحجة سنة (٥٩٤) هـ، نهض الإمام # من كوكبان في مقدار مائة وعشرين فارساً كلهم من العجم والبقية من خواص أصحابه وشيعته قدر عشرة أو يزيدون، فوصل إلى عَصِر، وكان جند الغز فيها ما يقرب من سبعمائة فارس، فتقدم الإمام إلى الباب ففتحوا له ثم دخل، فأحاط الشيعة وأقبل إليه الناس من كل جانب، فقصده الغز إلى المسجد الجامع وأحاطوا بالمسجد بالخيل والرجال والعدة، فتفرق جميع من حول الإمام ولم يبق معه إلا قدر خمسة عشر رجلاً، ثم صعد إلى سطح المسجد، وذلك وقت صلاة المغرب فأذن المؤذن بالأذان النبوي وصلى بأصحابه على خوف شديد، ودعا الله بتعجيل الفرج، فما كان إلا يسيراً حتى أنزل الله في قلوبهم الرعب والخوف فتفرقوا ولم يبق منهم أحد، وبقي الإمام تلك الليلة في صنعاء مختفياً في دور الشيعة هناك، فلما طلع الفجر أتاه الأمير جكو بن محمد يهنئ الأمام بالسلامة وأقسم بملازمة الإمام والجهاد بين يديه، ثم مشى الإمام بمن معه حتى وصلوا إلى المسجد فحضر الغز وأميرهم في صنعاء (شمس الخواص) وهم شاكين في السلاح، وتفرق أصحاب الإمام عنه، فنزل عن فرسه ودعاهم للبيعة، فنزلوا عن خليهم وبايعوا وأيديهم ترتعد من الخوف، ثم استقامت الأمور للإمام بصنعاء، وساس