ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فتح صنعاء]

صفحة 311 - الجزء 1

  فلم نَزَل نَقصِدُ بالنُّفُوسِ ... جُندَ العِدَى علَى الرَّخَا والبُوس

  وكان فِي صنَعاءَ مَا قَد شَاعَا ... يَومَ بسَطْنا نَحوَهَا الذِرَاعَا

  ويومَ كَانَ الجيشُ فِي ذَمَارِ ... أَيَّامَ خُضْنَا لُجَجَ الشِّفَار

  مَلاَحِمَاً تَشهَدُ بالثَّبَاتِ ... قَد شُفَّعت بِبَاهِرِ الآيَات

  يعرفُهَا حَقَّاً ذوو الإيمَانِ ... بأوضحِ اليَقِينِ والبُرهَان

  والمُمتَرِي فِي غَمرَةٍ يَخُوضُ ... كَأنَّهُم مِن جَهلِهِم بَعُوضُ

[فتح صنعاء]

  فَكَانَ فِي صَنعَا حَدِيثُ الطَّيْرِ ... وقصةُ النُّشَابِ عند السَّيرِ⁣(⁣١)

  وجَيئَةُ الخيلِ بِغيرِ هَادِي ... كَأنَّهَا مِن سَاكِنِ البِلاَد

  وَفِي ذَمَارٍ ظَهَرَت دَلاَلَهْ ... كَانَت بِلَا شَكٍّ وَلَا مَحَالَهْ

  رِيحٌ رَمَتْهُمْ بِالتُّرَابِ والحَصَبْ ... فاعجَب ومهما عِشتَ عَايَنتَ العَجَبْ

  قَالُوا وَجَاءَتْهُم جُنُودٌ هَائِلَهْ ... كَأنَّهَا مِن كُلِّ رِيعٍ شَامِلَهْ⁣(⁣٢)

  وَنَحنُ دُونَ جَمعِهِم يَقيِنَا ... وَإِنَّمَا كَانَ الثَّبَاتُ فِينَا

  وحَملَةٌ مِنَّا عَلَيهِم مُنكَرَه ... وَنَحنُ فِي الحَمْلَة ِدون الَعَشَرَه

  فلم نَزَل حَتَّى اتَّقَوا بِالبَابِ ... وهُم كَمِثل عَارِضِ السَّحَاب

  فهذِهِ من أكبرِ الفَضَائِلِ ... فِي بَعضِهَا يَحُورُ لُبُّ العَاقِل

  وبعدَ هَذا قِصَصٌ كَثِيرَه ... قَد ضُمِّنَ الكلَّ كتابُ السيره⁣(⁣٣)

  فلَم نزَل نغزو ونُغْزَى ونَكِرْ ... قد لَبِسَ الكُلُّ لَنَا جِلدَ النَّمِرْ


(١) حديث الطير: من الكرامات المشهورة للإمام (ع)، وذلك: أنه لَما دخل صنعاء المرة الاولى رؤي فوقه وفوق عسكره طيوراً بيضاً صافة أجنحتها مخالفة لَما يعهد من الطيور.

وقصة النشاب: وذلك أنه لَما أقبل إلَى ذمار تساقطت على أهل ذمار النشاب من بين أيديهم وتفقأت وتكسرت فِي الهواء.

(٢) وذلك أنه (ع) لَما أقبل إلَى ذمار شاهدوا عسكراً من خيل ورجال سدت عليهم الآفاق، ولم يكن الإمام (ع) سوى فِي أقل من العشرين فارساً.

(٣) ألفت فِي سيرة الإمام المنصور بالله (ع) عدة مؤلفات فمنها: السيرة المنصورية (لأبي فراس بن دعثم) وهي أربعة مجلدات، وقد طبع منها مجلدان الجزء الثاني والثالث، ومنها: كتاب السيرة (لعلي بن نشوان الحميري) ستة مجلدات وهو مفقود، ومنها الدر المنثور في سيرة الإمام المنصور لأحمد بن محمد بن الوليد القرشي العبشمي، وهو موجود مخطوط، ومنها آخر الحدائق الوردية.