ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقتل أخيه إبراهيم]

صفحة 313 - الجزء 1

  وفِي خِلاَلِ الأمر جَاءتنَا العَجَمْ ... مِن سَطوةِ الليث العرُوسِ الملتَهِمْ

  فوردَسارُ جَاءَنَا وسُنقُرُ ... وكلُّهُم بِوَصلِنَا مُستَبْشِرُ

  جَاءوا فَشاركنَاهُمُ فيمَا حَضَرْ ... وما أفاد الدهر من خَيرٍ وشَرّْ

  وبَايعونا بالعهود الجمَّه ... وكل إنسانٍ لَدَيهِ هِمَّه

  فهمُّنا الوفاءُ والمَوَدَّه ... وَدَفعِ كُلِّ حَادِثٍ وشِدَّه

  عَنهم وأن نفدِيهِمُ بالنَّفسِ ... مِن كُلِّ جِنِّيٍّ وكلِّ إنسِي

  وهَمُّهُم أن يَثِبُوا بالغدرِ ... عِندَ الكَمَالِ وانتظامِ الأمر

  فمَكَّنَ اللهُ الجميع َلو مَلَكْ ... فصَارَ للإمهالِ لَا يَخشَى الدَّرَكْ

  فَنَكثُوا عَهدَاً عَقِيبَ عَهدِ ... وقَابَلُوا إقبَالَنَا بالصِّدّ

  ونَسِيُوا مَاكَانَ مِن قَبلُ سَلَفْ ... وأنكَرُوا فَضْلَ الوَلاَءِ والشَّرَفْ

  ونَحنُ نَرجُوا منهم الإنَابَه ... إلَى صَلاَحِ الدينِ والإجَابَه

  وَكُلَّمَا قُلنَا زَمانٌ مَرَّا ... ازدادَ ساعيهم علينا شَرَّا

  ثُمَّتْ قامت بيننا الحُرُوبُ ... وَكل ُّعقدٍ شَرطُهُ مَكتُوبُ

[مقتل أخيه إبراهيم]

  فَدَارَت الحربُ علينا فِي لَصَفْ ... بِمَا جَرَى فِي حُكمِ مِنهَاجِ السَّلَفْ

  فَطاحَ إبراهيمُ بَينَ الخَيلِ ... وهَتفَت فُرسَانُهُ بِالوَيلِ⁣(⁣١)

  ومَثَّلُوا بِجسمِهِ ورَأسِه ... وهَدَمُوا الإسلاَمَ من أَسَاسِه

  ولَم يَكُن مِثلَ الذي كَانَ وَقَعْ ... مِمَّن لَهُ حِلمٌ وإن غَابَ الوَرَعْ

  إِلَا من الكُفَّارِ والفَرَاعِنَه ... وأُمَّةَ السوء الطغاة الطَّاغِيَه

  واعتذروا والعذر فِي أمر جَلَلْ ... وصَاحَ دَاعِيهم إلينا حَيَّ هَلْ

  وأقسَمُوا بِقَسَمٍ مُحَرَّرّْ ... يُؤذِنُ تَالِيهِ بِمَوتٍ أحَمرْ

  مَاكَانَ ما قد كَانَ منهم بِرِضَى ... وإنَّمَا ذَلِكَ خَطبٌ عَرَضَا


(١) إبراهيم بن حمزة صنو الإمام المنصور بالله (ع) وأحد قواده المشهورين بالشجاعة والقوة والثبات، واستشهد فِي لصف سنة ٦٠٠ هـ فِي شهر شعبان بعد أن احاطوا به ولم يبق من الجنود التي معه سواه، ولم يتمكنوا من الوصول إليه لضيق المكان فقتلوه وسلبوه وقطعوا رأسه ووجهوا به إلَى صنعاء.