[ذكر المطرفية]
  فَإنَّهُم طُولَ الزَّمانِ الجَارِي ... يَمشُونَ فِي كَتَائِبِ الأنصَار
  فَكَانَ مِنَّا أن قَبِلنَا القَولَا ... ولَم نَقُل فِيمَا أتَوهُ لَولَا
  فَبَانَ لِلأُمَّةِ غَدرُ القَومِ ... مَا لَم يَكُن فِي خَطَرَاتِ النَّوم
  وَجَمَعُوهَا مِن زَبِيدٍ وعَدَنْ ... كَتَائِبَاً يَرتَجَّ مِنهُنَّ اليَمَنْ
  وأقبلُوا بِعزمَةٍ كَالنَّارِ ... تَقتَلِعُ الأمصَارَ والبَرَارِي
  وكَانَ قد شاعَ الفسادُ وانتشَرْ ... فِي البَدوِ من أهلِ البِلاَدِ والحَضَرْ
  وَرَغِبُوا فِي دَولَةِ الأعَاجِم ِ ... ورَفضُوا قَولَ النَّبِي الهَاشِمِي
  واختلفَ الأشرافُ والأشرَارُ ... وامتَلأت بِذَلكَ الأقطَارُ
[ذكر المطرفية]
  وشَذَّ قومٌ من شِرَارِ الشِّيعَه ... وارتكَبُوا طَرِيقَةً شَنِيعَه
  وجَاءَهم من صَعدَةٍ رَسَائِلُ ... وكُتُبٌ فيهَا قضاءٌ عَاجِلُ
  فرتَّبُوا فِيهَا وفِي سِوَاهَا ... ورَاجَعت نُفُوسُهُم بَلوَاهَا
  وصَاحَ دَاعِيهِم بِكُلِّ سُوقِ ... وضَربُوا بِطبلِهِم والبُوق
  وأشعرُوا بِطرَدِ الأشرَافِ ... ثُمَّ أبَانُوا خُطَّةَ الخِلاَف
  وقَالَ أهلُ الزَّيغِ والضَّلاَلِ ... يَا لَكَ من سُعدٍ ومن إِقبَال
  وأُنسيَ القومُ حَدِيثَ المِحنَه ... وأنَّها مِن مُوجِبَاتِ الجَنَّه
  فَصَمدُوا للحصنِ من ظَفَارِ ... فِي عَسكَرٍ مثلَ الدُّبَا جَرَّار
  ورَجعوا بِعَارِضٍ جَمِّ الجَنَنْ ... كَأنَّهُ أركانُ رَضوَى أو حَضَنْ
  وَكانَ فِيهِ فِتيةٌ أخيَارُ ... حُبُّ المَيَامِينِ لَهُم شِعَارُ
  فَصبَرُوا والصَّبرُ خَيرُ مُنتَحَلْ ... وأظهروا حَيَّ على خَيرِ العَمَلْ
  وانقشَعَت عَنهُم جُنُودُ الظُّلمِ ... وقوسُ أهلِ الحَقِّ فِيهِم يَرمِي
  فكَانَ مِنهم فِي خرابِ الدُّورِ ... مَا كَانَ مِن فِعلِهِمُ المشهُور
  غدرَاً وَنكثَاً للعُهُودِ وطَمَعْ ... وجُرَأةً على الفِعَالِ المُبتَدَعْ
  وَكرَّرُوا الغَارَاتِ والعَسَاكِرْ ... إلَى المَقَامَاتِ بأرضِ الظَّاهِرْ
  فَكُلَّمَا رَامُوا طُلُوعَاً نَزَلُوا ... خَذلاً وبَابُ النَّصرِ عنهُم مُقْفَلُ