ثانيا: فتح ذمار
  الجمهور، وأقيمت الحدود، وطهر البلاد عن الفساد، وأمر بإهراق الخمور، فأريقت، وقد أنشأ الإمام قصيدة يذكر فيها فتح صنعاء، وهي في الديوان القصيدة رقم (١٢) من الباب الأول.
ثانياً: فتح ذَمَار
  ثم إن الإمام # توجه إلى فتح ذَمَار في شهر في شهر ربيع الأول سنة (٥٩٥) ه، في عشرين فارساً وثمان مائة راجل وكان الأمير جكو قد تقدم بيومين أو ثلاث في مائة وعشرين فارس وثمان مائة راجل، فعلم الإمام بوصول محطة الغز إلى ذمار في ستمائة فارس، فاضطرب أصحاب الإمام # فلما وصل الإمام إلى الأمير جكو تقوت عزائم أصحابه، فنهض الإمام متوجهاً إلى العدو فانتقضت التعبئة ولم يبق مع الإمام سوى أربعة عشر رجلاً، وثبت الإمام ثباتاً عظيماً وارتاع أعداؤه لما رأوا من شدة بأسه وقوة عزيمته، ثم إن الإمام عاود القتال في اليوم الثاني ودخل ذمار وسالت الجنود المنصورية وانهزم الغز وقتل منهم قدر ثلاثون فارساً وأيقنوا بالهلاك فصاحوا بالأمان، فأمنهم الإمام، وفتحت أبواب المدينة، فأتاه الجند من الغز شاكين في سلاحهم، فنزلوا عن خيولهم وبايعوا الإمام # وفي ذلك ما يقول الإمام #:
  وفي ذمار تركت الجيش عن كمل ... خلفي وكافحتها عن دين معبودي
  وغيرها من الفتوحات العظيمة التي حققتها الجنود المنصورية في حجة ونجران وصعدة والجوف وخولان ومأرب وبيحان، وغيرها من المناطق.
ثالثاً: وقعة الجَنّات
  وهي من أعظم المعارك التي خاضها جند الإمام # مع الغز وهزمهم هزيمة عظيمة.
  وذلك أن وردسار لما حقت عليه الهزائم، واختلت البلاد من يده، جعل على الجنات أربعين فارساً من نخبة العسكر لحفظها والدفاع عنها.
  فلما علم الإمام # بذلك لم يرَ بُدّاً من حربهم لظهور فسادهم وقوة شوكتهم.
  فأرسل إلى أمرائه بالاستعداد والتأهب والقدوم للحرب، أرسل إلى الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم يأمره بجمع العشائر، وإلى أخيه إبراهيم بن حمزة بالقدوم من الجوف في الخيل، وإلى أخيه الحسن بن حمزة وكافة الأمراء والأشراف الحمزيين يأمرهم باللقاء.
  فأتى الأمير إبراهيم بن حمزة من الجوف بما يقرب من ستة وأربعين فارساً، ووصلت خيل بني حمزة من الظاهر، فاجتمع عسكر عظيم تزيد الخيل فيه على مائة فارس، والرجل عدد كثير.