[143] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة في ربيع الأول سنة سبع وستمائة: [البسيط/99]
  ولَا تَطعَمِ النومَ دونَ المُرَا ... دِ وبَاعِدْ عن العَينِ أشفَارَهَا(١)
  وشَاوِر ذَوي الدِّين فِيمَا تَرُو ... مُ فَالنَّحلُ تَتبَعُ مُشْتَارَهَا
  ومَن يَتَحَمَّلُ إيرَادَهَا ... وَيضمَنُ بالله إصدَارَهَا
  فأكثَرُ مَن يَحْتَلِي بالعلُو ... مَ كالأُتنِ تَحمِلُ أسفَارَهَا
  ونَادِ قَبَائِلَهَا والشُّعُو ... بَ وبَادِي البِلادِ وحُضَّارَهَا
  وقُلْ قد وَهبتُ لِآلِ الرَّسُو ... لِ أشعَارَ نَفسِي وأبشَارَهَا
  وكُلُّ بَنِي يُوسُفَ الأمجَدِيـ ... نَ تُقَوِّي بِفكرِكَ أفكَارَهَا
  رَعَاكُم لَنَا مَن هَدَاكُم بِنَا ... جِنَانَ النَّعيمِ وأنهاَرَهَا
  وخَوَّلَكُم مُلكَ كُلِّ المُلُو ... كِ بَوَادِي البِلاَدِ وأمصَارَهَا
  فلَا تسأمُوا الحربَ واستَلئِمُوا ... يلي حَارَّهَا من يلي قارَّهَا(٢)
  فكيفَ وأنتم غُذِيتم بِهَا ... وعَرَّفتُمُ النَّاسَ مِعيَارَهَا
  وكان أبوكم بِهَا مُغرَمَاً ... يَصِرُّ ويَحلِبُ أشطَارَهَا(٣)
  ولا يَتَشَوَّقُ إحلاَءَهَا ... ولَا يَتَكَرَّهُ إمرارَهَا
  وأنتُم بَنُوهُ وخَيرُ البنِيـ ... ـنَ مَن كَانَ يَتبَعُ آثارَهَا
[١٤٣] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة في ربيع الأول سنة سبع وستمائة: [البسيط/٩٩]
  المُجِدُّ قَد يُلِحُّ فِي طَلَبِهْ ... مَن كانَ كَسبَ العلياءِ مِن أرَبِهْ
  ووَارِدُ الماءِ وهْو مُشتَمِلٌ ... لَا يَمتَلِي دَلْوُهُ إلَى كَرَبِهْ(٤)
(١) كناية عن ترك النوم، لأن النائم تتقارب أشفار عينيه، واليقظان تتباعد.
(٢) القُرَّ بالضم: البرد. وهو من الأمثال، وقَائله عمر بن الخطاب لعتبة بن غَزْوَان، أو لأَبي مسعود الأَنصاري، والمعنى: احمل ثقلك على مَنِ انتفع بك. للناقَةِ شَطْرانِ: قادِمانِ وآخِرانِ، فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ، وأن تَحْلُبَ شَطْراً وتَتْرُكَ شَطْراً.
(٣) هذا مثل قولهم حَلَبَ أَشْطرُ الناقة، وذلك إذا حلب خِلْفَين من أخلافها، ثم يحلبها الثانية خِلْفَيْن أيضاً، أو يصر خلفين ويترك خلفين، والمعنى أنه خبير بأمور الحرب.
(٤) المشتمل: الذي يدير الثوب على جسده كله حتى لا تخرج منه يده. والكرب: عقد غليظ في رشأ الدلو يجعل طرفه في عرقوة الدلو ثم يثنى ويثلث.