تُسِرُّنَا تَارَةً وتُسعِدُهُم ... أُخرَى وتُبْكِي المَسرُورَ فِي طَرَبِهْ

  وحَاوَلُوا سِلمنَا فَقُلتُ لَهُم ... لَا رَأي إِلَا للبِيضِ أَو سَلَبِهْ

  وللجِيادِ المُطَهَّمَاتِ كَعُقْـ ... ـبَانِ الشُّرَيفِ الهَاوِي عَلَى خَرَبِهْ

  كُلُّ رَفِيعِ التَّلِيلِ مُرتَفِعِ الـ ... ـجنبِ يَعُولُ الوَسيِعَ مِن لِبَبِهْ⁣^(⁣١)

  فَهُنَّ أشهَى مَا يُقْتَنَى نَشَبَاً ... إن رَغِبَ المرءُ فِي اقتِنَا نَشَبِهْ⁣^(⁣٢)

  قُودُوا إلينَا رِعَالَهَا سُرُبَاً ... كالطير يَنجُو من حَاصِبٍ تُرَبِهْ⁣^(⁣٣)

  يَا قَومَنَا قَلْقِلُوا قَلاَئِدَهَا ... بِالسَّيرِ يَأوِي امرءٌ إلَى رَعَبِهْ

  مَمَالِكُ الصِّيدِ مِن ذُرَى يَمَنٍ ... أحرزَهَا مَن لا شَكَّ فِي رِيَبِهْ

  وَلَيسَ فِي وُسعِهِ ادعاءُ أَبٍ ... إذَا يُضَافُ اعتزَى إلَى هِضَبِهْ

  غَارُوا على المُلكِ يَا بَنِي حَسَنٍ ... وَقَومُكُم واحتَمُوا على قِبَبِهْ

[١٤٤] وقال # وكتب بها إلَى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس، فِي رجب سنة تسع وستمائة: [الطويل/٥٣]

  أَلَا هل أتَى أهلَ الحِجازِ جِلاَدُنَا ... عن الدِّينِ لَمَّا قَلَّ عنهُ المُجَالِدُ

  بِفتيَانِ صِدقٍ من لُؤَي بنِ غَالِبٍ ... وغُرٍّ تُنَمِّيهَا بَكِيلٌ وَحَاشِدُ

  ومذحجَ حَيَّا اللهُ أحيَا مذحِجٍ ... فَهُم لِإمَامِ الحَقِّ رُكنٌ وسَاعِدُ

  وُقَوْدُ جِيادِ الخَيلِ تَكبُو مِن الوجَى ... وَهُنَّ لِمَا أبدأنَ فيهِ عَوَايدُ⁣^(⁣٤)

  تُغِيْرُ إلى شَرقٍ وغربٍ وتَارَةً ... تَؤمُّ سُهَيلاً تَقتفِيهَا الفَرَاقِدُ

  تُدَافِعُ ألفَي فَارِسٍ قد عَلِمتُمُ ... عنِ الدين لَمَّا قَلَّ عنهُ المُجَالِدُ

  إذَا نَشَرَت نَقْعَاً بِقَاعٍ مُغِيرَةً ... طَوتَهُ إذَا أُخِّرنَ عنها الفَدَافِدُ⁣^(⁣٥)

  بَدَت وهي أمثالُ العِشَارِ بَوَادِناً ... وعادت وقد جَالَت عليهَا القَلاَئِدُ

  تُحَاوِلُ تَقدِيمَ الوَصِيِّ وآلِهُ ... وقد جُحِدَتْ آياتُهُ والشَّوَاهِدُ

(١) التليل كأمير: العنق.

(٢) النشب: المال الأصيل من الناطق والصامت.

(٣) التربة: الضعفة.

(٤) تكبو: يقال كبا كبواً وكُبواً، انكب على وجهه. والوجى: الحفى أو أشد منه.

(٥) النقع: الغبار الذي تثيره الخيول بحوافرها. والفدافد: جمع فدفد، وهو المكان الصلب الغليظ والمرتفع.