[حالته # مع الخصم الألد]
  فراحَ جذلانَ قريرَ العَينِ ... قد نالَ مَانالَ بِأَمْرٍ هَين
  يُفْرَق بين حاسدي وبَينِي ... كالفَرْقِ بين الصُّفْرِ واللُّجَينِ(١)
[حالته # مع الخصم الألد]
  هذا وكم خَصْمٍ من النَّاسِ أَلَدّْ ... لَقَّيتُهُ عند الخصامِ فِي كَبَدْ
  حتى إذا ما صَارَ يرمِي بالزَّبِدْ ... قلتُ قليلاً يتعاطينَ الجَدَدْ
  أرفعُهُ حيناً وحيناً أُنزِلُه ... حتى بَدَتْ حِدَّتُهُ وأَفْكُلُه
  وصحَّ للنُّظَّارِ طُرَّاً زَلَلُه ... ونفَدَتْ عندَ الخِصَامِ عِلَلُه
  فمُذْ بَدَا الحَقُّ وأعمَى بصَرَه ... ثَنَّى بتعدادِ الشيوخِ خُنْصُرَه
  قال العلوم فيهم مُنْحَصِرَه ... ومدَّ بَاعَاً فِي الهدى مُقَصِّرَه
  وقال هل تحسِبُهُمْ فِي النَّارِ ... بعد صلوةِ الليلِ والنهَار
  وهَبَّةِ النَّومِ لدى الأسحَارِ ... وذكرِهم للواحدِ الجبَّار
  فقلتُ إن كانوا يَرُونَ الدِّينَا ... فِي فِعْلِنَا وقولِنَا يَقِينَا
  ثم يُعَادُون الطغاةَ فِينَا ... فسوفَ يلقونَ الحِسَانَ العِينَا
  وإنْ نَأَوا عَنْ رَأْينَا فِي الدِّينِ ... بغيرِ مَا عِلمٍ ولا يَقِين
  فهُم مِن المكتوبِ فِي سِجِّينِ ... لو عَبَدُوا ألفَاً من السِّنِين
  ويْكَ أَلَمْ تَسْمَعْ بأصحابِ النَّهَرْ ... وذكرِهم لله أوقاتَ السَّحَرْ
  وصبرِهم للموتِ خوفاً للضَّرَرْ ... فهلكوا إذ خالفُوا خيرَ البَشَرْ
  اسْمَعْ إذا شئتَ حديثَ الغَاشِيَه ... في أوجهٍ ناصبةٍ وخاشِيَه
  تُسَاقُ للذِّلَةِ سوقَ الماشِيَه ... وهي إلَى نارِ الجحيمِ عَاشِيَه
  ولا تَعُدِّ النصحَ مِنِّي سَبَّا ... فتولِنِي فيه جفاً وعَتْبَا
  وتَاقِ فِي آلِ النَّبِيِّ الرَّبَّا ... فألسُنُ الحُبِّ لهم لا تَغْبَا
  قد وضحَ الصبحُ لأهلِ الأبصَارْ ... وما على المنذرِ إلا الإنذَارْ
(١) وفي هذا المقطع يذكر حالته مع الطالب الذي يستفتيه أو يسأله، وأنه يجيبه جواباً يرجع بعده وقد قرت عينه واطمأن قلبه بما سمع من العلوم.