[168] وقال #: [الطويل/55]
  ظَنَنتُم بُغضَةَ الأخيَارِ مِنَّا ... تَجُرُّ لِكُم ثَوابَ القِبلَتَين
  سَأرمِيكُم بِقَاصِمَةٍ تَآدٍ ... تُهَدُّ لَهَا جِبَالُ المَغرِبَين
  وأَجلِبُها لكُم شُعثَاً تَفَادَى ... بِأسدٍ فِي الهِيَاجِ كَجِنِّ عَينِ(١)
  يَقُودُهُمُ فَتَى سَنحانَ طُرَّاً ... وأفضلُ نَاشِئٍ فِي المَغرِبَين
  سَلِيلُ مُظَفَّرٍ جَمُّ الأيَادِي ... وأكرمُ من رَأت فِي النَّاسِ عَينِي
  هُو العَضْبُ الحُسَامُ فَهلَ عِصَامٌ ... يَقُومُ لِحَدِّ مَاضِي المُضْرَيَيْن
  ثِقُوا مِنهُ بِمَا لَقِيَت ثَمُودٌ ... وَذَاتُ الحِجرِ يَومَ الصَّيحَتَين
  وَكيفَ فَلاَحُكُمْ وأَبُو فَلاَحٍ ... يُطَالِبُكُم وَلَم تُبلَو بِدَين
  حَمَاكُم جَاهُهُ وخَدَعتُمُوهُ ... خِدَاعَاً فَوقَ سِحرِ السَّاحِرَين
  وَقُلتُم دِينَنَا دِينٌ رَصِينٌ ... وَكَيفَ يِصِحُّ دِينٌ من دُثَيَنِي
  فَلَولَا حِلمُهُ ودفاعُ رَبٍّ ... يُرِيدُ بِهِ نَجَاةَ الفَائِزَين
  لَأورَدَهُ خِدَاعُكُمُ جَحِيمَاً ... حَطُومَاً أُجِّجَت لِلجَاحِدَين
  وَكَم مِن طَالِبٍ بِكُمُ نَجَاةً ... قَطعتُم عَنهُ عِرقَ الأبْهَرَين
  وَمُجتَهِدٍ لِيُحرِزَ قَالَ عِلمَاً ... فَحَصَّلَ منكم خُفَّيْ حُنَينِ(٢)
[١٦٨] وقال #: [الطويل/٥٥]
  ألا حيِّيَا رَسْماً بِبُقْلانَ بَالِيَا ... إلى الحزم قفراً لا يُجِيبُ المنَادِيَا(٣)
  إلى الصُّفرِ فَالأعلاَمِ فالحُنْوِ فاللِّوَى ... طُلُولاً عَفَتْ عن أهلِهَا ومغَانِيَا
  وَدارَاً لَهُم مَا بَينَ شَحَّاطَ أَقْفَرَتْ ... قَضَتْ حُجَجَاً سَبْعَاتُها وثمانِيَا
  وَقفنَا بِهَا تَستَنْزِلُ العينُ مَاءَهَا ... وَعِينُ الفَلَا فيها تَهُزُّ المَدَارِيَا(٤)
  تَعَرَّفتُ آياتٍ بِهَا فَعَرفتُهَا ... شَحِيحَاً وَنَؤيَاً جَاثِمَاً وَأثَافِيَا(٥)
(١) عين: موضع بالشام.
(٢) خفي حنين: مثل يضرب لكل من لم يحصل على شيء من مراده.
(٣) بقلان: قرية بناحية البستان غربي صنعاء. الحزم: قرية من قرى الجوف مشهورة.
(٤) العين بالكسر: بقر الوحش. والمداري جمع مدرى وهو القرن أي تهز قرونها.
(٥) الشحشح: الفلاة الواسعة، وعلى نسخة أخرى: سحيحاً بالسين: عرصة الدار. والنؤي: الحفير يجعل حول الخباء أو الخيمة يمنع منه السيل. الجاثم: اللازم مكانه لا يبرح. الأثافي: الحجارة التي توضع عليها القدر.