[170] وقال سلام الله عليه في مخيمه المنصوري باللظية: [الطويل/25]
[١٧٠] وقال سلام الله عليه فِي مخيمه المنصوري باللظية(١): [الطويل/٢٥]
  خُذُوا هذه عَنِّي إلَى أنْ تَتِمَّ لِي ... أمورٌ أُرَجِّي نَظمَهَا واتِّساقَهَا
  فإن تُنكحُونِيْها فإنِّيَ كَفؤُهَا ... كَرِيمَاً وقد وفَّيتُ صُبْحاً صِدَاقَهَا
  فأين بِكُم من لَفحِ سَفعِ جَحِيمِهَا ... إذا ضَربَت صُبْحَاً عليكم رُوَاقَهَا(٢)
  وَصَاحَت حُمَاةُ الروع فِي جَنَبَاتِهَا ... وحُمِّلَهَا مُستَكرِهَاً من أطاقَهَا
  فلَا تسأموا الحرب العوانَ وشَمِّرُوا ... فقد شَمَّرت حربُ ابنِ حَيدرَ سَاقَهَا
  حَسِبتُم طعانَ الطَّالِبِيِّينَ فِي الوَغَى ... مُعتَّقةً لا تَسأمُون مَذَاقَهَا(٣)
  حَرامٌ عليكم لَذةُ العيشِ بَعدَهَا ... فقد صَدَّهَا عنكم حُسَامٌ وعَاقَهَا
  وَقبَلكُمُ كَانَت مُلُوكٌ كَثِيرَةٌ ... نَسُوقُكُمُ عَمَّا قَلِيلٍ مَسَاقَهَا
  إَذَا زحَرَتْ قَحطانُ دُونِي بِجَمعِهَا ... وَهَزَّت عَوَاليِهَا وسَلَّت رِقَاقَهَا
  وَشَدَّت عَلَيكُم شَدَّةً يَمَنِيَّةً ... تَهُدُّ عليكُم شَامَهَا وعِرَاقَهَا
  وَدَافَعَ من عدنَانَ كُلُّ مَشَيِّعٍ ... إذا نَظَرَته العين فِي الرَّوعِ رَاقَهَا
  جَعلتُم كِلاَبَ البَاطِنِيَّةِ رُكنَكُم ... فَنَطَّقتُكُم بِالمَشرَفِيِّ نِطَاقَهَا
  رُوَيدَكُمُ فالحربُ دَأبِي وَمتجَرِي ... ومُذ طَرَّ شَعْرِي مَا مَلَلتُ وِفَاقَهَا
  سَبَرتُ بَنِيهَا مُذ لَوَيتُ عِمَامتِي ... وَمِزتُ لَكُم جِذْعَانَها وحِقَاقَهَا
  أنَا ابنُ رَسُولِ الله وابنُ وَصِيِّهِ ... عَطيةُ مَجدٍ ذُو المَعَارِجِ سَاقَهَا
(١) أقام الإمام المنصور بالله # في مخيمه باللظية حين خرجت جيوش الملك المسعود يوسف إلى اليمن، فأقبلت جنودهم من العجم والعرب وهم عدد كثير، قدر ألفي فارس، وأما الرجالة فكثيرون، فلما وصلوا إلى بيت أنعم وتسلموا الحصن، خرج الإمام # من حصن كوكبان للقائهم إلى اللظية في طرف جبل الصلع، وأقام هناك ورتب القبائل، وجيش الجيوش، وكانت الوقعات بين الإمام والغز الأيوبيين كثيرة متوالية، ألقى الله تعالى للإمام الهيبة والخوف في قلوب العجم، مع قلة الأنصار في تلك الحال، وكثرة الخاذلين للإمام من القبائل، وكانت مدة البقاء في اللظية من الرابع عشر من شهر رمضان إلى سنة (٦١٢) ه، إلى غرة شهر المحرم سنة (٦١٣) ه، مائة يوم وسبعة أيام، أي قرابة ثلاثة أشهر ونصف، إلى أن وقع الصلح بينه وبين الغز الأيوبيين في محرم سنة (٦١٣) ه، وقد روي أنه لما تم الصلح، وخرج العجم من معسكرهم ومحطتهم وجدوا فيها أربعمائة قبر جديد، وتلف من أموال العجم من خيلهم ودوابهم قدر ألف ومائتين رأس، ومن الإبل قدر سبعة آلاف.
(٢) الرواق بالضم أو الكسر: الشجاع الذي لا يطاق.
(٣) المعتقة: اسم من أسماء الخمر.