ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[174] وقال # في ولده محمد ببراقش في صفر سنة (597) ه: [الطويل/24]

صفحة 425 - الجزء 1

[١٧٤] ووجدت هذه الأبيات بخط الإمام # كتبها إلَى زوجته منعة بنت الفضل⁣(⁣١): [المتقارب/٤]

  أُحِبُّكِ حُبَّينِ لِي وَاحِدٌ ... وحبٌّ لأنَّكِ أهلٌ لِذَاكَا

  فأمَّا الذي أنتِ أهلٌ لَهُ ... فحُسنٌ فَضُلْتِ بِهِ مَن سِوَاكَا

  وأما الذي فِي ضَمِيرِ الحَشَا ... فلستُ أرى الحُسنَ حتَّى أرَاكَا

  وَلَيسَ لِيَ المَنُّ فِي وَاحِدٍ ... وَلَكِن لَكِ المَنُّ فِي ذَا وذَاكَا

[١٧٤] وقال # فِي ولده محمد⁣(⁣٢) ببراقش فِي صفر سنة (٥٩٧) ه: [الطويل/٢٤]

  أرَى العِلمَ بِالآتِي بَعِيدَاً مَنَالُهُ ... على غَيرِ رَبِّ العزِّةِ المُتَعَالِي

  وفِكْرُ الفتى مستغرقٌ لعيالِهِ ... فهل نَافِعِي يومَ الحسابِ عيَالِي

  فَياليتَ شِعرِي يَا مُحَمَّدُ مَا الذِي ... يَكُونُ إذا نادى الكمِيُّ نَزَال

  وَصَارَت صُدُورُ الخيل تَبكِي بِأدمُعٍ ... يُشَبِّهُهَا الرَّائِي فُرُوعَ غَزَال

  وبَرْبَرَ كَبشُ القَومِ دُونَ كُمَاتِهِ ... وَطَاحَت عَوَالٍ مِن قِرَاعِ عوَالِي

  وثُلِّمَت البِيضُ الرِّقَاقُ وأجفلَ الرَّ ... عَاعُ وصِرْنَ السابِقَاتُ توَالِي

  أَتقصِفُ صَدرَ الرُّمحِ غيرَ مُكَذَّبٍ ... وتقضبُ حَدِّ السيفِ غير مُبَالِي

  وتَلقَى الكميَّ ضاحكاً مُتَبِسِّمَاً ... كَأنَّكَ تَلقَاهُ لِغيرِ قِتَال

  وَتَحمِي على أَعقَابِ خَيلِكِ بِالقَنَا ... يَسُومُكَ فِي هَذَا إليكَ وَذَا لِي

  وَهَل تَلقَيَنَّ الرَّكبَ والليلُ مُظلِمٌ ... بِبشرٍ ورَحبٍ والبيوتُ خَوَالِي

  فَتغمُرُهُم بِرَّاً وَتُوسِعُهُم قِرَىً ... وتُرخِصُ أشياءً وَهُنَّ غوَالِي

  وهل تَسمعُ العورَا فتُطرِقُ عِفَّةً ... كأنَّكَ مَغلوبٌ وَكعبُكَ عَالِي⁣(⁣٣)


(١) هذه الأبيات وجدتها فِي حاشية المخطوطة الأصليه وليست من الأصل، فرأيت إلحاقها إتماماً للفائدة.

(٢) هو الأمير الناصر لدين الله مُحَمَّد بن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة $، أكبر أولاد الإمام #، قام داعياً محتسباً فِي شهر رمضان سنة (٦١٤ هـ) بعد موت والده #، وكان لَهُ من رباطة الجأش وثبات القلب عند منازلة الأقران ومجاولة الفرسان ما هو خليق بمثله، وكان فصيحاً بليغاً مفلقاً، وأخذ فِي الدعاء إلَى الله والجهاد فِي سبيله حتى توفي، ومال إلَى جانبه كثير من العلماء الأعلام كالفقيه الشهيد حميد بن أحمد المحلي صاحب الحدائق الوردية، وابن أبي الفتح الصنعاني، وعمران بن الحسن الشتوي وغيرهم، وله الوقعة المشهورة فِي صنعاء مع الدولة الرسولية، وكان جيشه فيها أربعمائة فارس وأربعة آلاف راجل، ومرض بعدها بمدة ودعا الله إن كان قد قبل عمله أن يقبض روحه، فتوفاه الله وعمره اثنان وثلاثون عاماً، سنة (٦٢٣) هـ فِي شهر الحجة ومدة ولايته عشر سنوات إلا أشهر، وقبره بالقبة المجاورة لقبة الإمام المنصور بالله $ فِي ظفار. انظر: التحف شرح الزلف صـ ٢٤٦، اللآلئ المضيئة للشرفي ٢/ ٢٦٣ - خ -، مآثر الأبرار للزحيف (٢/.

(٣) العوراء: كناية عن الكلام الفاحش البذئ.