[224] وقال # ما دحا ليحيى القشيبي وأصحابه بني قشيب بالوفاء حين جاشت العجم [وأثنى عليهم بما فعلوه مع صنوه عماد الدين في ربيع الآخر سنة سبع وستمائة]: [السريع/62]
وَفِيكُم غَدَاةَ الرَّوعِ صَبْرٌ وَنَجدَةٌ ... لَهَا الكَهلُ طِفلٌ والخَبَعثَنُ يَخرُجُ(١)
وقد رُمْتُ منكُم نَصرَةً وَمَعُونَةً ... عَلَى الضِّدِّ والأيَّامُ تعطي وتُلْحِجُ(٢)
كَأَنِّي بِهِم والسيفُ قَد شَقَّ جَمعَهُم ... كَمَا شُقَّ بالمَاضِي القَمِيصُ المُفَرَّجُ
وَأَيدِي جِيادِ الخيلِ قد خَبَطَتهُمُ ... فَهُم هَمَجٌ عِندَ الحَقَائِقِ هُمَّجُ
هُمُ بَلَغُوا أَغرَاضَهُم بِاجتِمَاعِهِم ... ونَحنُ إلَى الإجمَاعِ والصَّبرِ أَحوَجُ
فَأيَنَ بُنَيَّاتُ الوجِيهِ وَلَاحِقٍ ... وَمَذهبِ هَادِي الهَادِيَاتِ وأعوَجُ
وَفتيَانُ صدقٍ من نزَارٍ ويَعرُبِ ... إذَا قَارَعُوا عن حَوزَةِ المجد أفلَجُوا
ألَيسَ هُمُ الزَّاوُونَ كِسرَى وقَيصَرٍ ... وَيُنبِيكَ عن ذاك العِرَاقُ ومَنْبِجُ(٣)
هُمُ الضَّارِبُوا بِالقَادِسِيَّةِ خَيلَهُم ... عَلَى الموتِ قِدمَاً والدماءُ تَثَجَّجُ
فَعُودُوا إلَى العَادَاتِ إنَّ قَدِيمَكُم ... شَرِيفٌ وطعمُ الماءِ من حَيثُ يَخْرُجُ
[٢٢٤] وقال # ما دحاً ليحيى القشيبي وأصحابه بني قشيب(٤) بالوفاء حين جاشت العجم [وأثنى عليهم بما فعلوه مع صنوه عماد الدين فِي ربيع الآخر سنة سبع وستمائة]: [السريع/٦٢]
عَرِّجْ بِحَوزِ الطَّلَلِ الدَّاثِرْ ... واذكُر وما يغنيكَ يا ذاكِرْ(٥)
ليَالِيَ اللَّهْوِ وأَيَّامَهُ ... وَهَل لِنَاسِي العهدِ مِن عَاذِرْ
لَيسَ النَّوى كالحوضِ ولا الـ ... ـأشعثُ المشجُوجُ مُحتَاجٌ إلَى نَاضِرْ(٦)
وَلَا الأثافِي كالحمَامَاتِ فِي الدَّ ... ارِ ومَا الصَّخرُ مِن الطائِرْ
أيَّامَ مَغنَى رَبعِهِم عَامِرٌ ... بِكُلِّ بَدرٍ من بَنِي عَامِرْ(٧)
ينَآدُ كَالغُصنِ ويبدُو لِرَأ ... يِ العَينِ مِثلَ القَمرِ الزَّاهِرْ
(١) الخبعثن من الرجال: القوي الشديد.
(٢) تلحج: أي تضيق.
(٣) منبج كمجلس: موضع مشهور، أول من بناه كسرى لما غلب على الشام.
(٤) بنو قشيب: قبيلة كبيرة من حاشد.
(٥) الحوز: الناحية. والطلل: الشاخص من آثار الدار. والداثر: الهالك.
(٦) النوى: الدار، أو التحول من مكان إلى آخر. الأشعث: الوتد.
(٧) المغنى: المنزل الذي غني (أي أقام) به أهله ثم ظعنوا.